د . علي إبراهيم خواجي
.
لم يكن يوم السابع من أكتوبر يوما عاديا في تاريخ الأحداث السياسية ، بل كشف العديد من الأمور في السياسة العالمية ، وكيف تدار الأحداث في مجلس الأمن والمنظمات العالمية ،
وكذلك كشف الوجه القبيح للتعامل بمعايير مزدوجه ضد شعوب العالم بحسب جنسياتها وانتمائاتها الدينية .
يوم ٧ أكتوبر أبانت مجموعة لا تزيد عن خمسة آلاف مواطن فلسطنيني الحقيقة ، وذلك عندما كسروا عنجهية الصهاينة بأنهم القوة التي لا تقهر ، وأنهم الجيش الرابع على مستوى العالم من حيث القوة والتسليح ، هؤلاء الأبطال كشفوا الحقيقة واماطوا اللثام عن الكذبة التي يتبجح بها الصهاينة ليل نهار ، والتي لا يريد الكيان الصهيوني الخروج من عبائتها حتى تكون بعبع تخوف به الدول التي تريد الاقتراب من الكيان الصهيوني .
وعد بلفور وتاسيس الكيان الصهيوني
دعمت الحكومة البريطانية تأسيس وطن للشعب اليهودي بعد انتهاء الانتداب البريطاني ، حيث تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل بتاريخ ١٤ مايو ١٩٤٨ م ، من خلال وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل .
حيث بدأت فكرة إنشاء بلد للصهاينة في فلسطين من خلال اجتماعات المؤتمر الصهيوني في بازل والتي دعا له الكاتب اليهودي ثيودور هرتزل بعد نشر كتابه " الدولة اليهودية " عام ١٨٩٦ م ، ومنذ ذلك التاريخ بدأ التخطيط لإيجاد بلد لهم من خلال شراء الأراضي ثم الهجرة ، وساعدهم في ذلك الانتداب البريطاني على فلسطين .
وحدث أول تقسيم في عام ١٩٣٧ م عندما اوصت اللجنة الملكية البريطانية بتقسيم أرض فلسطين إلى دولة يهودية تضم ٣٣ % من البلاد ، بما في ذلك حيفا والجليل والسهل الساحلي شمال اسدود ، والدولة العربية في بقية البلاد لتصبح جزء من شرق الأردن ، على أن تبقى القدس تحت الانتداب البريطاني ، وتم الإعلان عن دولة اسرائيل وتم تعيين دافيد بن غوريون كأول رئيس وزراء لها ، واعترف الرئيس الامريكي ترومان بدولة اسرائيل في اليوم نفسه ، وفي اليوم الثاني اعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها لفلسطين .
وقد عارضت جامعة الدول العربية أي تقسيم لفلسطين ولإقامة إسرائيل ، وشنت على أثر ذلك حملة عسكرية على الدولة الوليدة فيما يعرف بحرب ١٩٤٨ م ، والتي شاركت فيها مصر وسوريا والعراق والاردن ولبنان ، وبعد ذلك حرب اكتوبر ١٩٧٣ م ، واستمرت النزاعات المسلحة حتى عام ١٩٩٤ م حيث أنشأت السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية .
المجازر الصهيونية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني منذ أن تم زرعها بين الدول العربية وهي لا يردعها أنظمة ولا قوانين دولية ، والتي آخرها ما تمارسه في غزة من قتل وتهجير لا يقره دين أو أعراف دولية ، فإلى متى هذا السكوت ضد هذا الشعب المغتصب للحريات ،
ما يمارسه الصهاينة في غزة من قتل للأطفال والنساء وكبار السن بدون حسيب ولا رقيب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ،
فشاهدنا ما حدث يوم أمس " مجزرة مدرستي الفاخوره وتل الزعتر " ، وكذلك ما حدث من تهجير وخروج إجباري للأطباء والمرضى في مستشفى الشفاء الطبي ، بعد ضربه ومحاصرته لعدة ايام أمام انظار العالم الذي لم يقم بالتصدي لعنجهية الصهاينة بسبب وقوف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية ضد أي قرار يدين الكيان الصهيوني ، فهل هذه هي العدالة التي أقيمت من أجلها الأمم المتحدة .
جرائم حرب يمارسها الصهاينة بحجة التصدي لحركة حماس والضحية ( أطفال ونساء وكبار سن ) بيوت يتم مساواتها بالأرض بمن فيها ، مستشفيات يتم ضربها بالصواريخ والقنابل الفسفورية ، وإنهاء لكل البنية التحتية في غزة ، فأين الضمير العالمي ؟
قطعت الكهرباء والماء والوقود عن كل الشعب الفلسطيني في غزة حتى يجبرونهم على الخروج من شمال غزة الى جنوبها الا يعتبر جريمة حرب ، فاين الدول التي تنادي بالحريات وحماية حقوق الإنسان .
منعت دخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود والماء من قبل الصهاينة أمام أنظار العالم ، فأين القوى العالمية التي تنتصر للضعيف وتردع الظالم ؟
- ارتفاع الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من ١٣ ألف من الأطفال والنساء وكبار السن ، وعدد الجرحى أكثر من ٣٠ ألف في غزة والضفة الغربية حسب تقارير الصحة الفلسطينية ، ثلثينهم من الأطفال والنساء ، فأين المنظمات الدولية من ذلك ؟
هناك إبادة جماعية لعدد من العائلات الفلسطينية عندما تهدم المنازل بمن فيها ، فأين الضمير العالمي .
- حتى الصحفيون لم يسلموا من عنجهية الصهاينة ، وتم قتلهم أثناء ممارسة عملهم ، فلماذا لا يتم محاسبة اسرائيل على مقتل الصحفيين الذين ينقلون الواقع بكل حيادية ، ام انهم يريدون تكميم الأفواه عن ما يمارسونه من عنجهية ؟
حتى موظفي المنظمات الدولية قتلوا على أيدي الصهاينة في هذه الحرب ، بدون أي اهتمام بهذه المنظمات ، حيث تم قتل اكثر من ١٠٠ موظف من الانوروا ، فمن يحاسبهم على ذلك ؟
يتم تسليح كل المستوطنين والايعاز لهم بقتل كل فلسطيني وترويعهم ، الا يعتبر هذا جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي ،
فأين المنظمات التي تتشدق بحقوق الانسان وحماية أفراده ؟
لماذا لا يتم إغلاق السفارات الصهيونية في الدول العربية والإسلامية ، حيث قامت عدد من الدول بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل واتهامها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال ما تفعله في قطاع غزة ومنها ( بوليفيا - كولومبيا
- الهندوراس - تشيلي - الأردن - البحرين )
حيث توجد ٢٨ دولة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة لا تعترف ب الكيان الصهيوني ، ١٥ دولة عضو في جامعة الدول العربية وهي ( المملكة العربية السعودية - الجزائر - العراق - الكويت - قطر - عمان - اليمن - جزر القمر - جيبوتي - لبنان - ليبيا - الصومال - سوريا - تونس - موريتانيا ) ، و١٠ دول في منظمة التعاون الإسلامي وهي ( أفغانستان - بنغلاديش - بروناي - اندنوسيا - إيران - ماليزيا - مالي - النيجر - باكستان - المالديف ) ، و ٣ دول علقت علاقاتها مع اسرائيل وهي ( فنزويلا - كوبا - كوريا الشمالية ) ، فلو مارست الدول التي لها تطبيع مع اسرائيل هذا الدور لكان سلاح له تأثير ومنها ( تركيا - مصر - الإمارات - السودان - المغرب ) ، فنجد أن هذا الخيار له وقع كبير على اسرائيل ، وحتى الدول المساندة لها .
وبعد ذلك إذا لم يرتدع الكيان الصهيوني ويوقف مجازره في غزة يتم منع الطيران الصهيوني من المرور في الأجواء العربية والإسلامية ، وبعد ذلك يتم الأتفاق بين الدول العربية والإسلامية على خطوة عملية أخرى ضد الكيان الصهيوني وحتى الدول التي تقف سندا لهم ، ليعلموا أن الدول العربية والإسلامية إذا أرادت الفعل سيكون فعلها صارما .
الموقف الحقيقي للمسلمين والعرب من القضية الفلسطينية يظهر في مواقف المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ، التي تنادي بوقف التصعيد وقتل الابرياء وتهجيرهم واحترام القانون الدولي ، وايصال المساعدات الانسانية إلى غزة من خلال عقد القمم والزيارات المكوكية لتوحيد الصف .
أين الموقف التركي ( الاردوغاني والاخوانيبن ) ، و الإيراني ومليشياته ( حزب الله والحوثيين وحزب الله في العراق وسوريا ) التي تبيع وتشتري بالقضية الفلسطينية في كل خطاباتهم ، ( الموت لاسرائيل ) ونجد بأنه لا يموت إلا المواطن الفلسطيني البسيط او المواطن العربي المغلوب على امره ، المستحل لأرضه ، فحركة حماس ليست إلا لعبة في أيديهم ، يحركونها كيفما يشاؤون ، ومتى ما يشاؤون ، فنجد ان تركيا هي اول دولة اسلامية تعترف باسرائيل منذ عام ١٩٤٩ م ، ولها تبادل تجاري كبير بين البلدين بعدة مليارات .
حماس حركة لابد ان تتحرك ضمن الدولة ، وتترك للسلطة الفلسطينية انخاذ القرارات التي تناسب الشعب الفلسطيني حسب الأعراف الدولية واهمها ( إيجاد حل الدولتين ) وانهاء الهمجية الصهيونية .
اين المنظمات الدولية من قتل الأطفال والنساء وكبار السن ، وتهجير اكثر من مليون مواطن من شمال غزة الى جنوبها .
اقيمت العديد من المظاهرات في اسرائيل وكذلك عدد من الدول الاوربية مطالبة بوقف الجرائم والمجازر الصهيونية ، هذه الثورة الشعبية من المواطنين في بلدانهم الصالحة انفسهم ، وقفوا ضد حكامهم ورؤسائهم ضد الشر والعنجهية الصهيونية.
امريكا والدول الأوربية تعلن دعمها الكامل لاسرائيل ، ويقفون بالمرصاد ضد أي قرار أممي يتم التصويت عليه يدين اسرائيل ، فلا ننتظر منهم حلول أو حياد ، وخاصة بعد مشاركة أكثر من ٢٠٠٠ جندي امريكي في العمليات الخاصة في غزة ، وكذلك إحضار السفن العسكرية وحاملات الطائرات ، فموقفهم واضح للجميع
" وضوح الشمس في رابعة النهار " .
فلماذا لا تعلن الدول العربية والإسلامية وقوفها بالمرصاد ضد محور الشر وتعلن دعمها للقضية الفلسطينية علنا بكل ما تحتاجه ، و إجبار اسرائيل على إيجاد الحل لهذه القضية وهو وجود الدولتين ( دولة اسرائيل ، ودولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ) .
- في السياسة لا يوجد عدو دائم او صديق مقرب ، نحتاج معرفة الموقف الروسي والصيني من القضية الفلسطينية ، وخاصة أن الخارجية الصينية ابلغت الخارجية الامريكية ان يكون لها دور مسؤول في الحرب بين حماس واسرائيل ، وتحت كلمة " مسؤول " نضع الف خط ، فالخارجية الصينية قد ابلغت اسرائيل بأنها تتصرف خارج حدود الدفاع عن النفس ، ويجب عليها التوقف عن العقاب الجماعي ، أما روسيا فنعلم كرهها لأمريكا ودعمها لكل المصالح التي ستقف ضد أمريكا .
- من المضحك قول أحد اعضاء الكنيست الصهيوني بأن يتم تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن ، أو إلى قبرص واليابان وإسبانيا ،
نسي هذا المعتوه بأن هؤلاء فلسطين موطنهم ، وهم المستوطنون ، وهم الوافدون ، فأي افتراء يتشدق به هؤلاء الصهاينة .
- اين المحاكم الدولية تجاه ما يقترفه الصهاينة من انتهاكات تجاه الاطفال والنساء وكبار السن في غزة ، التي تشهد ابادة جماعية ، وجرائم حرب فمن ينصرهم ؟
اللهم انصر إخواننا المجاهدين فى فلسطين ، اللهم سدد رميهم ، واشفى مصابهم ، وارحم شهدائهم ، وانتقم أشد انتقام من أعدائهم أعداء الدين ، واجعل النصر حليفهم ، واشف صدور قوم مؤمنين ، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين فى كل مكان اللهم امين ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم صلي وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .
التعليقات 1
1 ping
عبدالله الحكمي
2023-11-19 في 7:15 م[3] رابط التعليق
حماس ميليشيا تابعة للإخوان ومطية بيد ايران
ما يقوم به الصهاينة من قتل ودمار لاهلنا في غزة سببه حماس ومغامراتها.
لا يهم حماس لا شعب ولا قدس فالمهم عندهم خدمة التنظيم الاخواني الأرهابي فهم يبحثون عن مكان لهم في الدولة الفلسطينية المرتقبة.
دولة فلسطين كانت قريبة جدا وكان هناك تفاهمات ومحادثات بين السعودية وامريكان وإسرائيل والسلطة الفلسطينية لقيام الدولة … وحماس كانو يعلمون ان لا مكان لهم إلا مع السلطة وستنتهي ميليشياتهم نهائياً ومن ثم تنتهي كل المميزات ومنها الثراء الفاحش لقادة حماس من حيوب كل العرب وقوتهم.
هم لا يريدون دوله بل يبحثون عن الفوضى لكي يبقون .
وايران تريد بقائهم لأنهم كرت في يدها
وايران ايضا لا تريد دولة فلسطينية ومعها تكون السعودية دولة نووية … أمور متشابكة ولكن زبدتها ان ما يحصل جريمة بشعة سببها ومشارك فيها حماس واتباعها … وطبعا الصهاينه المجرمين .