لا يوجد إنسان في هذه الحياة قادر على ضبط مشاعره وردود أفعاله في كُلّ حينٍ ووقت , أحياناً قد تنالُ منهُ تراكُمات ظروفه وتسْرِق ابتسامته اللطيفة التي لطالما كانت تملأ مُحيّاه السَمْح فظهر إلينا مختلفاً عبوساً هذه المرّة ..! فـ هل سنلتمسُ لهُ عذراً هذا الذي عهدناه مُبتسماً ؟ وهل سَيترفَّق هو بِنفسه ويُدرك بأن الضعف سينالُ منهُ ذاتَ مرة وربما الخطأ أيضاً ؟ ومن جانبٍ آخر كم عدد المرات التي تراجعَ فيها أحدهم في الخوض في تجربةٍ ما بحجة انّهُ لم يكُن جاهز حدّ الكفاية ؟!
السير في دروب نزعات الكمال تحت ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والمقارنات الاجتماعية الضارة باتَت مُخيفة ومُزعجة كالرغبة المُلِحّة في تجنب الفشل والحكم القاسي على النفس والجلد الكبير لها أحياناً , اعترف بقصورك أولاً واسمح لهذا القصور أيضاً أن يطال كُلّ محيطك من الناس وإذا أردت أن تعيش بينهُم بسلام وراحة بال وسكينة رُوح فلا تفترض بأنّ فيهم صفات الكمال حاضرة دائماً , النقص والقصور نافذة نتعلم منها ونتعايش معها وما نَراه من عبئ المثالية السّامة التي أصبحت تغتال الحياة البسيطة بغيض جداً ومُهلك للشخص ومجتمع أفراده المُحيطين بِه , فلنُدرك تماماً بأن خلف سِتار الشخصية الواهمة بالكمال شخصية أُخرى هشّة تخافُ ألسُنْ النقّاد ومصابة بِهَوَسْ الكمالية المُفرطة التي لا تسمح أبداً بالخطأ والوقوع في دائرة التّعثُّر أحياناً .
أخيراً ؛ حاول وبادر وجرّب واكتشف فالخوضُ في حقل التجارب مُمتع جداً إنْ أنجزت فذاك مُرادك وإن فشلت فذاك درساً تعلمتَ منه , نحنُ بالاتقان نُصبح أفضل وأبسط وأسهل لاَ بِوهم الكمال الثقيل والصعب على النفس , أن تكون مُتقن فأنت تتعلم وتُنافس نفسك في كلّ يوم بينَمَا ان كُنت مثالياً فأنت في صراع دائم مع كل هذا العالم .
بقلم | محمد خبراني