بقلم: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
.
في الصباح كالعادة اتصفح الواتس ارسل زميل وصديق في قروب الحيّ مقطع فيديو مقابلة مختصرة مع راجل مسن عمره 118 سنة بارك الله في عمره وصحته عندما سأله أحد الشباب هل زمانكم يرجع قال مستحيل يرجع كما كان، وسأله أيضاً هل الزمان تغير ام الناس فقال الناس هم من تغيرت نفوسهم.
وبعد مشاهدة المقطع تحرك قلمي فعرفت وشعرت بشعور هذا الرجل المسن الذي يتحدث بمرارة عن فقدان رد الجميل والشهامة والامانة، فهنا أقول ليس من السهل أن تُمحى من ذاكرة الإنسان مهما تغيّرت الظروف أو تبدّلت الأحوال المادية والاجتماعية.
من منا لم يحاول استعادة ذكريات الماضي ولمَ يظل يسترجعها كلما حانت الفرصة؟، لماذا نعود للخلف لنذكر لحظات مرت عليها سنوات ليست قليلة؟، هل نحاول أن نعيد لحياتنا بعض لحظات السعادة بتذكر هذه اللحظات؟، هل نحاول تجرع مرارة الحاضر ببعض "حلاوة" ايام زمان؟، أم هو هروب من الواقع المؤلم الذي نعيشه؟.
لماذا يجتاحنا الحنين لسنوات مضت؟ هل هي رغبة في التحسر على سعادة مضت وولت؟ هل هى رغبة في تعذيب نفسي بأنني لم أعد أحظى بمثلها الآن؟، أم هي رغبة في الإحساس بالشجن الذي يتصاعد في النفس مع هذه الذكريات لمجرد أنها لم تعد سوى ماضِ؟.
مشاعر شتى متناقضة ومختلطة تتحرك فى صدورنا كلما تذكرت ذكرى حلوة مرت عليها سنوات.
"وعايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يازمان "
هل انتهى ذالك الزمان بشخوصه وبكل معاملاته ؟
فعرفت بعد سماعه وبحسرت كلامه هكذا تعلم من الحياة وخبرها وعرف بسليقته وأسلوب المجتمع حوله أن الصدق هو عنوان التعامل، تربى هو وأبائنا وأجدادنا على هذه الخصال الحميدة بهذا الأسلوب الحياتي الجميل برغم قسوة الحياة في زمانهم ولكن ابت ان تتغير طباعهم.
ذاك زمان بقيت منه ذكريات تحتل نصيباً في ذاكرة من عاشوا فيه ، والحقيقة أنها هي الأصل وهي التي يفترض أن نستمد منها منهج حياتنا السعيدة في ميدان التعامل وكل عمل ، وأن ما يعيشه العالم اليوم فهو صراع بين الآخرين غالباً وليس في التعميم بالطبع.
وأخيراً ليس من العيب ان نسترجع الماضي والذكريات الجميلة عمرها ماتنسى، وهؤلاء يسترجعون معها ذكرى ايام مضت، بحلوها ومرها بذكرياتها السعيدة وباثارها الاليمة،رجال ونساء كانوا ملء العين والبصر قبل عقود من الزمن جميعهم يحق لهم أن يعبرون ويسترجعون ذكرياتهم ومواقفهم، كان زمانهم رحلة ومضت، وأما دورنا نحن محاولة لربط الماضي بالحاضر،والاهم الاستفادة من دروس هذا الماضي لنستفيد ونتقدم بالحاضر.
*همسة*
نعيب زمانناوالعيب فينا
ومال زماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطقالزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعض عيانا
ليسَتْ حياتُكَ ما أردْتَ وإنما
هي الزمانِ كما الزمانُ أرادَها
ليسَتْ حياتُكَ ما أردْتَ وإِنما
هي الزمانِ كما الزمانُ أرادَها