يا شعرُ أنتَ فَتَقتَ نُطقَ لِسَاني
حَتَّى استقامَ ، و لن أقولَ كَفَـاني
آتيـكَ مَحـزوناً فَتفتــحُ للـرؤى
بَـابَ الخيــال ، أبثُّـهُ أشجـاني
فأصـوغُ مِنـهُ قَصَـائداً لِحبيــةٍ
و قصائداً أُخـرى عنِ الطُّـوفانِ !
و أَثـورُ حينــاً دونَمَـا أنْ أرعــوي
فأخافُ من شعري و من شيطاني
يا شعرُ مَـاذا أنتَ في وِجَدانِنـا !
تَمـضي بِنَـا في عـالمِ التَّيَـهانِ
و تعيدُنا للضّـادِ نَسـبُرُ غورَهـا
بقداسـةِ الإعجـازِ في القُـرآنِ
متذوقٌ لنداكَ مُنـذُ طُفـولتي
بفصاحةٍ ، و بلاغـةٍ ، و بَـيــانِ
و أهيمُ في صورِ البديعِ و سجعِها
و بدقــةِ الإيقــــــاعِ في الأوزانِ
فإذَا خَرجتَ عن البحورِ و عزفِها
أحسستُ أنَّكَ لم تَعُــدْ بأمـــانِ!
فلأنتَ أجمــــلُ لوحـةٍ فَنيَّــةٍ
بقيتْ تُتـرجمُ بُعـدنا الإنسـاني
فلكم رفعتَ من القديمِ قَبيـلةً
لبستْ نسيـجَ مَديحكَ الفتَّـانِ
و تركتَ أُخرى بالهجاءِ وَضيعـةً
حَـتَّى و إِنْ رَكـنتْ لِذي سُلطَـانِ
و سمقتَ في غزلِ الأحبةِ مُبهِراً
بخرائـدٍ تَختــالُ في الأذهـانِ
أسرتْ قلوبَ العاشقينَ و لمْ تَزلْ
طَـرَباً ، يُـديرُ رؤوسَـهم بأغَــاني
و لَكمْ حَفظـتَ لأُمـةٍ تاريخَـها
و مآثـراً ، رغـمَ الزّمـانِ الفَـاني
فاسلَمْ و دُمْ في كل عصرٍ خَالداً
كخُـلودِ صـوتٍ صَــادحٍ بأذانِ
د. عبدالله عشوي
#اليوم_العالمي_للشعر
٢١ مارس