بقلم: عبدالمحسن المضيبري
.
تنمو وتزدهر نهضة الأمم والشعوب بالتواصل الحضاري وتناقل الخبرات وتبادل الآراء بينها، ولا يكون التواصل قائمًا ومستمرًا إلا بأسس ومبادئ يقوم عليها ، تسمى هذه الأسس والمبادئ بالمنطلقات التي ينطلق من خلالها التواصل الحضاري والمنطلقات هي تلك الأسس ، والقواعد ، والقيم ، والمبادئ التي يقوم عليها التواصل الحضاري ؛ ليحقق الهدف الأسمى للتواصل ، والتعارف ، والتبادل بين مختلف ثقافات الشعوب.
من أجل تعزيز التواصل بين الثقافات والتحالف بين الحضارات والتعايش والتعاون بين الشعوب،
وفي رؤيتنا الإسلامية الحضارية، فإن الاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات، هو المنطلق الأول الذي يجب أن يرتكز عليه التواصل الحضاري يقول تعالى ﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذينَ يَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدوًا بِغَيرِ عِلمٍ﴾ [الأنعام: ١٠٨]، وهذا يفترض وجود قواسم مشتركة تكون إطارًا عامًا وأرضية صلبة للتواصل الحضاري، وهذا من أعظم ما تأمرنا به قيمنا الدينية، ومبادئنا الإنسانية على أي مستوى كان، وهي جميعًا قيم ومبادئ تحكم علاقات البشر بعضهم مع بعض، وتضبط مسار تصرفاتهم ومعاملاتهم وأعرافهم ، وتضع القواعد الثابتة للتعامل فيما بينهم .
ولا شك أن الشريعة الإسلامية في نظرتها للحضارات والثقافات الأخرى التي تمثل مجموعة إنسانية في الوعي الداخلي للإنسان يظهره إذا دعت الحاجة، ومن ثم فإن التواصل الذي يمكن أن تجريه هذه الحضارة أو الثقافة مع الحضارات والثقافات الأخرى يهدف إلى إزالة أو تقليل التوتر وسوء الفهم بين الشعوب والتطبيق الصحيح والمفيد للمفاهيم البشرية المعاصرة مثل علاقات الأخوة والصداقة والتعاون والتسامح والسلام وحقوق الإنسان وغيرها .