إن طبيعة الحياة الاجتماعية، تفرض التواصل بين الناس والتعاون وتبادل المنافع، ومن فطرة البشر أنهم مختلفون في الأفكار والرؤى والتوجهات، وهذه لغاية أرادها الله سبحانه وتعالى حتى يكمل بعضهم بعضًا في شتى النشاطات والميادين، هذه الميزة الإيجابية في الحياة الاجتماعية، لا يجب أن تنقلب إلى عامل سلبي بالنسبة إليك، لأنك لن تتحكم في أمزجة الناس ولا طبائعهم لأن منهم اصحاب نوايا غير حسنة، فربما تسمع كلمة أو ملاحظة تؤذيك وتصم أذنك
نعم! نحن الذين نعطي الأُذن الصاغية أحياناً للآخرين فرصة لإيذائنا، عندما نمنح لكلامهم قيمة ولتعليقاتهم أهمية.. عندما نعيد كلامهم في رؤوسنا ونصل إلى مرحلة تصديق ما يقولون فنكون قد أعطيناهم المساحة كلها لإيذائنا،إذاً لا تخسر قيمتك بكلمة ولا تفقد احترامك بزله، ولا تجعل همك في الدنيا هو حب الناس لك، فالناس قلوبهم متقلبة، تحبك اليوم وتكرهك غدا.
فأقول ياأخي القارئي،تفهم هذه العبارة جيداً "ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك"
فأحذر أن تسمع كلام بعض الناس لتفقد أعز الناس،والتشويش على الآخرين وظلمهم والتكبر عليهم، والبعض يعتبرها تصرفات عادية، ولايعلم بأن هناك أسباب كثيرة،
ما يوجع الشّجْرة ألماً ضربة الفاس
أكبر وجعها إن العصا من خشبها
أدت نتائجها إلى التقاطع بين الأرحام والجيران فيما بينهم وعدم الثقة بينهم فلو تأنى الإنسان قبل أن يتفوه بكلمة أو يشك في أمر ما أو يسيء الظن بأحد أو يستضعف أحدًا وأن يسأل نفسه هل يرضى لنفسه هذا الموقف فإن كان يرضى فعلى بركة الله وإن كان لا يرضى فليتوقف فوراً عن ذلك السلوك تجاه الآخرين لأنَّه يُؤذيهم من حيث لا يدري وعواقبه وخيمة قد تأتي على المُجتمع بأسره، وأخيراً: ولله الحمد فالمؤمن لا يحسد ولا يبغض ولا ينم ولا يغتاب ولا يتمنى زوال النعم من أخيه، ولا يظلمه ولا يحتقره ولا يبيع على بيعه، ولا يضع الأذى في طريقه ولا يكسر خاطره، ولا يتحدث مع أحد دونه وهو جالس ولا ينظر ويدقق النظر فيما يجرحه، ولا يفتش سره ولا يهينه، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا}
*همسة*
إِذا رمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى
وَدينكَ مَوفور وَعِرضكَ صَيِّن
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسان بِسَوأَةٍ
فَكلّكَ سَوءات وَلِلناسِ أَلسن
وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً
فَدَعها وَقل يا عَين لِلناسِ أَعين
التعليقات 2
2 pings
احمد على نصر
2024-05-09 في 5:41 م[3] رابط التعليق
أحسنت التعبير أبا ياسر
أسأل الله أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل
د. عاطف منشي
2024-05-09 في 6:01 م[3] رابط التعليق
الظلم والإفتراء والغضب…سبب كل شر وبلاء.
أعاذنا الله والمسلمين.