سبحان الله من الأشياء المحسوسة في حياتنا الإجتماعية،هو حرص شديد من ركاب القطار أو الطائرة او السفينة الذين تجمعهم الأقدار في رحلة سفر على أن يتعاملوا فيما بينهم برقة وأدب وبكل إحترام وأيضاً استعداد للمجاملة والحرص على مشاعر الآخرين؟
والجواب لأنهم يعرفون بأنهم رفاق سفر لن تطول بهم الرحلة بل سوف يتفرقون بعدها ويذهب كل منهم إلى وجهته ومحطته القادمة لهذا فهم يترفعون خلال الرحلة القصيرة عن كشف القناع الحقيقي.
فهنا أقول:لماذا لا يهوِّن رفاق رحلة الحياة على أنفسهم وعلى أصدقائهم متاعب السفر بنفس هذه الروح الجميلة وبحسن المعاشرة وبالتعاطف المتبادل ورحلة الحياة مهما طالت فوالله فهي قصيرة،،
وليعلم جميع راكبي المواصلات وبما فيها السفينة، فمثلا في السفينة نحن جميعا ركابها. وإن مصيرنا واحد وإن غايتنا واحدة وإننا بذلك أحوج ما نكون إلى بعضنا البعض لكي نبقى، وأن الفُرقة مهما كانت مبررارتها وتحت أي شعار، لا تريد الخير للمجتمع.
والأهم في استخدام هذا التشبيه هو المصير المشترك بين جميع ركاب السفينة. فالدوافع الفطرية التي من أقواها حب البقاء، تدفع الركاب جميعاً إلى السعي جاهدين للحفاظ على أمن وسلامة السفينة لأن حياتهم ونجاتهم مرتبطة بها فلماذا لانحافظ على بعض في المعاملة وتقدير مشاعر الآخرين.
وأخيراً:انتهزوا فرصة الأيام فإنها لا تطول لقصرها، ولا تفسدوها بالشقاق والجفاء والنزاع حول أتفه الأسباب، واملأوا أعينكم من وجوه الأصحاب ، وارتفعوا عن الصغائر لتجعلوا من رحلة العمر إبحارا سعيدا فى بحر السلام، فغدا سوف تصل السفينة إلى مرفئها الأخير ويفترق الركاب.
*همسة*
ووجـدت أصـحابيْ كـكنزٍ دائـمٍ
أَلــقــاه عــنـد تَـقَـلّـبِ الأزْمـــانِ
فاختر لنفسك صحبةً موصوفةً
بـمروءةٍ تـخشى مـن الرّحمنِ
واعـلمْ بـأنّ الـنّاس شِبْه معادنٍ
فــاحـذرْ تـغَـرّ بـشـدّ ة الـلّـمعانِ
عـند الـبلاء يَـبين منها منْ صَفَا
وكَــذا تَـبـين حـقـيقَة الإنـسـانِ
فأحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فلطالما استعبد الإنسانَ إحسان
بقلم: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
التعليقات 3
3 pings
احمد على نصر
2024-05-17 في 2:09 م[3] رابط التعليق
اللهم احفظكم ومن تحبون
وأسأل المولى سبحانه وتعالى أن يديم المحبه والاخوه
ايمن عطرجي
2024-05-17 في 6:01 م[3] رابط التعليق
اللهم احسن لنا الرحلة والرحيل
عبدالله بن حامد القحطاني
2024-05-18 في 1:35 م[3] رابط التعليق
امد الله عمرك وأعمارنا ومن نحب بالصحة والعافية مبدع كعادتك ابا ياسر زادك الله من فضله