لم أجد أسلوب لكتابة هذا المقال يواكب أزمة تفشي الوباء أفضل وأصدق وابلغ من أسلوب أئمة المساجد .
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى ونحمده في السراء والضراء والعافية والبلاء فهو المحمود في الأرض وفي السماء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بلغ الرسالة وادى الامانة صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعلموا ان الخلق خلقه والأمر أمره ولن يصيب العبد إلا ما كتب له.
قال تعالى ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
سوف استعرض لكم اربعة اوبئة للطاعون تدل على ان الأوبئة والفيروسات القاتلة ليست وليدة اللحظة بل هي متعاقبة على مر العصور.
الطاعون الاول : وقع في السنه السادسة للهجرة (عام صلح الحديبية ) أصاب بلاد فارس وسلم منه المسلمون في المدينة
الطاعون الثاني: طاعون عَمَوَاسَ وقع في الشام وقد استشهد فيه عدد كثير من الصحابة رضوان الله عليهم كمعاذ وأبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة والفضل بن العباس. وحصد ما يقارب الخمسةوعشرون ألف.
الطاعون الثالث: وقع في سنة تسعة وستون للهجرة سمى الجارف لكثرة من مات فيه من الناس . أنس بن مالك رضي الله عنه فقد فيه ثلاثة وثمانون ابناً ويقال ثلاثة وسبعون وفقد عبيد الله بن عمير ثلاثون ابناً في يوم واحد
الطاعون الرابع: وقع سنة سبعة وثمانون للهجرة ويسمى طاعون الفتيات، لأنه بدأ في النساء العذارى والجواري بالبصرة والكوفة والشام في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان ويسمى أيضا طاعون الأشراف لكثرة من مات فيه من الكبار.
ان التوجيه النبوي في كيفية التصدي للوباء ومحاصرته ومنع تفشيه يتجلى في قوله صلى الله عليه وسلم ( اذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ ) .
لذلك وجب علينا حميعا التقيد فعليا بالتعليمات واخذها على محمل الجد وتنفيذ توجيهات الجهات الحكومية بعدم الخروج والبقاء في المنازل لمنع تفشي الوباء والحد من انتشاره
قد لا يدرك البعض خطورة تفشي الوباء على الرغم من ما قامت به الدولة من إجراءات احترازية بالاضافة الي ماتقوم به جميع دول العالم من اجراءات وصل الى حد الشلل التام في جميع الاعمال والأنشطة الرسمية والمجتمعية والعقائدية.
قال تعالى : (( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ ))
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بمافيه من الآيات والذكر الحكيم.وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب ونعوذ به من كل سوء ومكروه . حفظ الله المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا مواطنين ومقيمين وكافة شعوب العالم من كل وباء وبلاء ومن كل سوء ومكروه ونسأله سبحانه أن يرفع عنا الغلاء والوباء والزلازل والمحن .
وقفة : قال تعالى
(( اقتربت الساعة وانشق القمر ))
التعليقات 2
2 pings
ماجد العمري
2020-03-22 في 1:45 ص[3] رابط التعليق
الله عليك يا ابو محمد مبدع كما عهدناك سلمت اناملك.
محمد الشهري
2020-03-22 في 1:57 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل احسنت استاذ عايض