كتب الكاتبون ونشر الناشرون على مرّ العصور عن انجازات البشرية من حضارات عمرانية وإبداعات علمية وتفوّق عجيب في امتطاء صهوة الكواكب والمجرات، وما التقنية العالية في عهدنا الحاضر إلا خير شاهد على ذلك حيث أصبح العالم بين يديك بضغطة زرّ وما هذه القدرة والقوة والعلم والفكر والانجازات إلا بتدبير مالك الملك سبحانه بيده ملكوت السموات والأرض ،حيث يقول للشيء كن فيكون وهو القويّ العزيز ، أما الإنسان فمهما بلغت قوته وجبروته وكيده الذي تزول منه الجبال وهو أكثر شىء جدلا فهو ضعيف أمام خالقه ومن ضعفه أنها تميته الشرقة وتدميه البقّة ووصفه القرآن الكريم بالهلوع والجزوع والعجول وكلها صفات ضعف ونقص ،ومن عدل الله سبحانه أن جعل الدنيا دار ابتلاء ليميز الخبيث من الطيّب وجعل للإنسان فيها الفرص والمواسم الكثيرة ليعود فيها ويؤوب ويفرح سبحانه بعودته، و هانحن الآن نظهر ضعفنا وعجزنا أمام قوة الرحيم سبحانه وتعالى الذي أرسل فيروس كورونا جند من جنده لتقيم العالم ولا تقعده ولم يعد العالم يسيطر على تنقلات الناس وانتشار العدوى بينهم فتغلق المطارات وصروح التعليم والتجمعات والترفيه والملاعب وغيرها من مصالح البشر ، وبقيت المستشفيات و مصادر الغذاء والأمن ، وأنقسم الحكّام مع شعوبهم إلى من يبشرهم بموت أحبابهم ومن يهددهم بأقصى العقوبات ،ومنهم من يقدّم مصلحة شعبه وصحتهم وأمنهم في الداخل والخارج على أية مصلحة أخرى وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه - الذي ضرب أروع الأمثلة في حرصه على شعبه ووطنه حيث جعل المواطن والمقيم رقم واحد في الأهمية والحماية ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان... وهنا يظهر معدن الإنسان السعوديّ المحبُ لقيادته ووطنه ومجتمعه بالالتزام بكل ماتوجهه الدولة ومؤسساتها لحماية الوطن من هذا الوباء القاتل والتي أظهرت نتائج الإهمال في دول أخرى النهايات الوخيمة على شعوبها فلا خيار لنا أيه الأخوة والأخوات عن احترام التوجيهات وتنفيذها بكل دقة
ولزوم المنازل وأخذ الحيطة والحذر ،ولنكن منصفين ولاننكر النعم الكثيرة التي نتقلب فيها ليل نهار من أمن وأمان
وغذاء ودواء ولباس وسكن مريح بين أحبابنا، وتعليم وكماليات وترفيه ورواتب و نحن في بيوتنا ...فلنتجه إلى الله سبحانه وتعالى بالتوبةوالإنابة ونستشعر عظمة الخالق وقوته ونعود إليه بالتضرع والدعاء ، وأن يكن لسان حالنا ومقالنا : ربنا اغفر لنا وارحمنا فإن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي ، غير أن عافيتك أوسع لنا ، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بنا غضبك ، أو يحل علينا سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك.