الحادية عشرة والنصف مساء حطت السفينة الموبوءة Zaandam رحالها في ولاية فلوريدا الأمريكية بعد أن أتمت رحلتها على العالم المحاط بسياج كوفيد ١٩.
جنسيات مختلفه ووفيات اربع على متنها وقرابة المائتي شخص بين مشتبه ومصاب غادروا قبل شهر بلادهم ومنازلهم للسياحه ليجدوا أنفسهم في تابوت كبير بحجم سفينه يتحرك في المياة العالمية.
منذ السابع من مارس والبحر هو وطنهم اللذي امتدت حدوده لهم،المشكله ليست هنا بل في الخلاف الذي نشب بين الجمهوريين الاثنين ترامب من جهة وحاكم الولاية فلوريدا من جهة أخرى.
هل يعلم ترامب بقيمة الحاكم في فلوريدا قبل أن يوجه السفينه إلى ميناء المدينه التي رفض حاكمها أوامر الرئيس في بلد جمهوري.
المشكله ان عزة الكرسي جعلت الإثم يستبيح خوف وقلق المئات على متن السفينه والسفينة الأخرى. اي حالة من القلق عاشتها الأرواح الطافيه فوق توابيت الموت وهي تشاهد وتستمع لحرب الأنا بين السيد الرئيس والحاكم.
يقولون أخيرا ان فلوريدا قد اقتنع السيد المسؤول فيها وسمح لها بالدخول لمجرد ان بين الركاب أميركيون وكأن الإنسانية لاتشمل الا من كانوا من ولايات أمريكا.
وهنا توقفت لوهلة أمام أمرين كانت مفارقة عجيبة في قصة اغربها هو مايجعلني اربط المشهد بصورة أخرى لاتمت لتلك السفينه او تلك البلاد بصفه فقط لأن الرابط إنساني.
تذكرت في ظل الحرب الكلامية المدججة بسلاح الأنا بين الساسة وخوف الركاب موقف اخر كان النقيض حين حل الفايروس القضية في بلادنا فكان التعامل انسانيا حتى مع مخالفي الإقامة وبالعلاج المجاني.. وكأن الدولة تفتح ذراعيها للجميع فلا خوف ولافرق في تعاملها وانسانيتها بين مواطن ومقيم ومخالف.
هل يعرف ترامب وحاكمه بموقف كهذا؟
هل يحتاجون فعليا لدرس في انسانية المسؤول وحنكة الحاكم في الازمات؟
لست هنا لأطبل بل لأقول وبصوت الحق اننا في بلد تعامل مع الازمة بالطريقة التي عجز عنها العالم بكوادره وساسته وامكانياته.
صديقي MBS ليس مألوفاً ان يتحدث رئيس بلد عن ابن لرئيس او ملك بلد بصفته كصديق الا في حالتين :
الأولى /ان يكون فعليا هذا الابن صديق سابق لهذا الرئيس بمعنى ان قبل أن يتقلد الرئاسه ويصبح من وصفه بالصديق ولياً للعهد
الثانيه/ أن تحاول أن تمارس الاعيب اقتصادية بحجم اقتصاد عالم وليس دولة مع هذا الابن الذي يحمل عقلية رؤساء ثم تجد نفسك في موقف حرج يجبرك على ان تقول :صديقي MBS اعترف لك لقد نجحت سياستك وانا خسرت..
أخيرا:
حتى في الازمات وفي حرب الساسة واقتصادات العالم
نغني :
فوق هام السحب