بقلم : عبدالله الحكمي .
.
"الصداقة " تُشتق في العربية من الصدق ".
والصداقة علاقة اجتماعية وثيقة تربط أشخاص ببعضهم ( وربما ارواح ببعض ).
عادة لدى الأنفس الطيبة تبنى الصداقة على أساس الثقة والمودة والتعاون، وهي علاقة إنسانية راقية مبنية على أسس متينة منها الصدق، والمحبة، والتعاون، والإخلاص، والتفاهم، والثقة.
من وجهة نظري الشخصية أن من خصائص الصداقة:
الاعتماد على الصديق بشكل متبادل، فهناك تاثيرات لكل طرف على الآخر في المشاعر والسلوك والمعتقد،
ومن الخصائص ايضا المشاركة في النشاطات والاهتمامات بشكل مستمر مع بعض، فالصداقة تختلف عن العلاقات السطحية، التي غالبا تركيزها يكون حول موضوع أو نشاط واحد او اكثر ثم تنتهي، ( اي تكون لأجل مصلحة وتنتهي ).
وتعريف الصداقة: مودة ورحمة واحترام وعطف متبادل بين الأصدقاء حيث كل منهم يريد الخير للأخر .
الصداقة مهمة.. كل منا يحتاج إلى إنسان يبادله المشاعر والأحاسيس، ويأخذ بيده وينصحه ويرشده إلى الصواب،
هناك الكثير ممن يتعرضون الى الصدمة ممن كانوا يظنون أنهم أصدقاء فيتفاجئون بان من كانوا يظنونه صديقا ليس سوى صاحب مصلحة انتهت فانتهى هو معها .. لذلك الصداقة مصدرا لكثير من المشاعر الإيجابية واحيانا الغير سارة.
واهم عامل أساسي للصداقة هو الصدق لأن الصداقة من دون صدق لاقيمة لها مجرد مصالح ومن ثم تنقطع بانقطاع المصالح،
الصداقة الحقيقة هي العلاقة المبنية على احترام متبادل ومحبة وثقة وتفاهم ، وبذلك تكون حياة الأصدقاء مع بعضهم ممتعة ومفيدة ومريحة وتحفها السعادة والاطمئنان، والحب المشترك والقيم المشتركة، وكذلك التضحيات فيما بينهم لأجل بعضهم ،
ارى ان الصداقة أحد أعذب المناهل التي تساعد الإنسان على الاستمتاع بالحياة، في جو من راحة البال،
من المعروف أن الصداقة علاقة معروفة منذ أقدم العصور، واشتهر بعض الاصدقاء بالوفاء والإيثار، ولذلك اكتسبت الصداقة صدىً كبيراً في مجالات الحياة المختلفة، سواء كانت نفسية، أم اجتماعية،
وان بنيت الصداقة على أسسها الصحيحة فهي من أهم الأمور التي تساعد على النهوض في العلاقات الاجتماعية وتحمي الصحة النفسية.
لذلك كل من رزقه الله بالصديق الصادق المخلص عليه ان لا يفرط فيه مهما كانت الظروف، خاصة في هذا الزمن الذي طغت عليه الماديات والمصالح الآنية والأنانية المفرطة، مما جعل البعض يفقدون الثقة في الأصدقاء وحتى احيانًا في انفسهم وفيمن حولهم .
في علم النفس : الصداقة تؤدي إلى خفض مشاعر الوحدة ودعم المشاعر الإيجابية.
لذلك فإن الصداقة الحقيقية المبنية على كل ما ذكرنا لها مردود إيجابي علينا بشكل عام في كل أمور الحياة وفي فيما يخصنا دين ودنيا .
ايضا البعض لا يعرفون معنى الصداقة بسبب الأنانية والجهل وايضاً بسبب ألّا مبالاة لدى بعض الناس لذلك لا يعطي الصداقة حقها من محبة واحترام وكتم اسرار وتغاضي وتسامح وعفو وصفح وتعامل الخ .
لابد يكون الصديق قريب إليك حيث يكون له تاثير في حياتك فإذا حضر تحس وكأن نفسك تنظر اليها، وإذا غاب تحس أن جزءاً منك قد فقدته .
ويبدو في زمننا هذا أنه لا توجد هذه النوعية من الأصدقاء فان كثروا وان قلو من تظن انهم أصدقاء تظهر معادنهم في وقت الشدة .
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
فما أكثر الأصحاب حين تعـدّهم
ولكنّهـم في النّـائبات قليل.
لسان حالنا بهذا الزمن يقول : أشتاق لصداقة حقيقية، جوهرها المشاعر الإنسانية الراقية، تحفها المعاني الحقيقية للمحبة والإخلاص،
الكثير منا بينت له الظروف بانه يحس بالألم بعدما افتقد مواقف الأصدقاء، فأصبح في لهفة واشتياق الى نفسه ، ثم الى ثقته في غيره.
فلا تغررك خلة من تؤاخي
فما لك عند نائبة خليل
وكل أخ يقول أنا وفي
ولكن ليس يفعل ما يقول
سوى خل له حسب ودين
فذاك لما يقول هو فعول.
نريد من نحسن الظن به، إنسان يلتمس لنا العذر ويفهم حاجتنا اليه كصديق، صديق حقيقي في الضراء والسراء.
صديق حقيقي يحتويني في حزني بعدما كان ملازما لي في فرحي، يعيش معي في أوقات السعة والضيق والغنى والفقر، من يؤثرني على نفسه و يتمنى لي الخير دائما، ينصحني يرشدني إلى الخير وحسن المشورة.
زمننا هذا مع الأسف جعل لدى البعض احساس بان الاصدقاء يتخلون عن اصدقائهم سريعا، وتنامى وتزايد هذا الإحساس، عندما يكتشفون بعد فوات الآوان احيانا ان أقرب الناس استغلوا الثقة والمودة والإخلاص والتضحيات والوفاء لهم ، فلم يكن لهم وجود في وقت الحاجة، هذا للاقرباء والأصدقاء معا ، تجد بعضهم ممن نعتبره قريب او صديق لم يصادقنا سوى لنيل خدمة او مصلحة او لتحقيق مهمة ننجزها له، ثم يذهب ،
الصديق الحق هو الذي تزيد قيمته بمرور الأيام مثل الذهب والألماس،
ولذلك كن انت من يكتم اسرار اصدقائك ومن يعفُ ويصفح ويغفر زلاتهم حتى وان وجدت منهم الجفاء .
سامح أخاك وان تعثر طبعه
إن التسامح شيمة الشجعان.