قبل بضع سنوات غادرت جدتي باعوامها الثمانين مثقلة بتجربة وعبارة خلدتها في قلب حفيدها وعقله.
تلك العباره كانت ترددها دائما اذا ماغادرت قريتنا الصغيره إلى حيث بناتها في المناطق البعيده..
جدتي ياساده كانت ترى الوطن قرية وترى الشيخ هناك سلطان زمانه وترى في حرارة الأرض وشقاء الرعي ووحدتها احيانا أمانا وسعادة لاتجدها في وثير المراتب وسهولة وتطور الحياة لدى بناتها..
كانت في كل مرة تعود فيها إلى بيتها تعود بحب. كانت تقول بلهجة المشتاق (وطني وطني لو تشوطّني)
الشويط :الشواء .. وكأنها تقول نار الأرض الوطن لاجنة الابتعاد عنها اذا ماعلمنا ان جغرافية الوطن في تفكير جدتي تبدأ ببيتها وتنتهي حيث تبدأ حدود القرية المجاورة.
مازحتها ذات مرة : (ياجده.. لايسمعونك الحكومه فيقطعون الضمان.. الوطن ماهو الا الديره)
فردت رد ضحكت منه لكنه لاحقا كان اشبه بحكم مبسطه (والله وانا امك مامثل الحكومه واحدن.. اهبوا لي الضمان وانا من سد امجبال وماخلوا علينا شي.. لكن مامثل بيتي وديرتي ديره)
إليها اقول :جدتي التي غادرتي الدنيا سلام عليك اما بعد /
تذكرتك وانا لم انسى. مرت بي عبارتك وحديثك مرورا عظيما جدا وانا اجول وأصول في عالمنا الممتليء بالتشكيك والفتنه والتلون.
جدتي /وطنك التهامي الذي تموتين لأجله رغم صعوبة الحياة فيه آنذاك أصبح أجمل لكن لو تعلمين كم مواطنا في وطن كان أكثر رفاهيه وبامتيازات وبخدمات ومواطنه لايردد من عباراتك ولايعترف بعلاقة الأرض والانسان.. يتلون كالحرباء ويقسم باختلاف اوطانهم ورجعية وطنه.. يسافر شهرا فيعود بثقافة تجرّم العادات وتمقت الأصول. وليته رأى كما رأيت حديثك عن الوطن.
جدتي /في قرية (التويتر) التي لاتعرفين اجتمعوا على أن البعض مواطن والبعض خائن وبدأ التراشق في وقت ليتك تعلمين كم نحن بحاجة للحمتنا فيه.. اتذكرين حين المطر وجدات القرية وحديثكن عن السفر والارتحال وفلانه الراحله.. اقسم انكن كنتن تتحدثن بوطنية يجب أن تدرس لكثير ممن يرون ان الوطن مجرد تغريدات تحاول أن تثبت بها انك مواطن..
قولي لهم : ان لنا حكومة تعلم بكل الخفايا وتعلم المواطن من المشكك من المندس.
فاصله/
التويتريون.. كفوا عن الحديث عن المواطنة بالتغريدات التي تحمل في ظاهرها الحب وبين اسطرها الانتقام وتصفية الحسابات.. للجهات المختصة طرق لاتخفى على عاقل وبها يمكننا أن نوصل الصوت والحقيقه ..وهم بدورهم التقييم والبت في الأمر..
أخيرا :
ليت فلاسفة وحكماءالازمان باختلافها جاءوا بأجمل مما قالته جدتي :
وطني وطني.. ولو تشوطني
*مابين الأقواس حديث الأرض وانسانها.