ويتحقق حولنا زيادة الدخول للإسلام ليس بسبب الدعاة بل هناك أحداث ربانية تساهم في دخول الإسلام لشعوب كانت من أكبر الأعداء للإسلام ، اليوم يرتفع الآذان بالصوت الشذي على النفس والسمع ، ويبكي الإحساس دون معرفة المعاني ولكن الفطرة تتكلم ، فرفقا بالمستجدين ، وليكن إستقبالهم دون ترويع أو تخويف أو تهديد أو تنطّع أو صراخ يبكي منه الطفل وتنزعج منه الأذن .
لقد واجه الكثير ممن يعرف إسلامه واركانه ويؤدي ما عليه واجه الكثير من التهديد الناري الجهنمي من منابر بعض الخطب بإسم الدين ، فالبعض يصرخ بالمنابر ، فتجلس من أجل الإحتساب وطلب الأجر ولكن تأخذك الأفكار خارج المكان لترتاح قليلا من التهديد والصراخ ، والبعض يزكي نفسه ويخاطبك وكأنك حديث عهد بالإسلام وقد ارتكبت كل المعاصي والنار مصيرك ، والبعض يتعامل أنك تجهل دينك من خلال ثوبك وإنعدام لحيتك ، وعندما يدخل معك في مناظرة يهرب لأن مايتوفر لديك من علوم الدين يحتاج أن يعرف نصفها لبعض سنوات ، وآخرون يشحذون الإحترام بمسميات لتقف أمامهم كطالب إبتدائي مع مدرس في أصول الدين بالتنطع .
شاهدت في مصر إمرأة تناقش " شيخ" دمث الأخلاق مبتسم المحيّا يحيط به هدوء النفس وثقة المعرفة بصوت منخفض كأنك تعطيه الذي أنت طالبه ، وتصر تلك السيدة بسؤالها أن الخمرة لم يأت بتحرميها حكم صريح ، فيبتسم ويستمع لها ذلك الشيخ الذي حقا نفتخر به أن يكون داعيا للمستجدين بالدخول بالإسلام ، وتجادله السيدة وهو يبتسم ونحن نستمع ونفتخر به عربيا مسلما ، كم رغبنا أن تصر السيدة على رأيها ليطول الإستمتاع مع تحمّل الشيخ الذي احببناه ، وانتهى الحديث بأريحية الشيخ الذي تمكّن بكل الرضاء أن يصل مع تلك السيدة بعمق المعرفة والتعامل الراقي والوجه المبتسم وخطوات الإقناع ، وكلما قاطعته السيدة استمع لها مبتسما ، وانتهى الأمر بقناعة تحريم الخمر دون يقول لها تنتظرك نار جهنم ، ودون أن يهبط على وجهه غضب مفتعل ، ودون أن يصرخ ويقول لها أتق الله ياإمراة .
لا ندري لماذا أخذنا ذاك الموقف في تبديل صاحب الفتوى هذه إلى آخر وهو ينصح أن الإبتسامة في وجه أخيك صدقة وهو عبوس الوجه ، وأنه الذي يجيب على تلك السيدة وهو من محبي الصراخ والإدعاء أنه وصي وحده على الإسلام ومكتمل الصفات وبريء من العيوب والجهالات ، وتصورنا إصرار السيدة بالنقاش ، فربما يُفزع السيدة ويبشرها انها من أصحاب النار ، فرفقا بالمستجدين أيها الخبراء لمخاطبة الناس بأخلاق الإسلام .
اليوم مع كورونا كثير من غير المسلمين وأعداء الإسلام قلوبهم بيد الله ، رغبوا الدخول بالإسلام ، ولكن الأهم كيف نجعلهم يستمروا بالثبات وليس من اجل أن يزيح الله عنهم هذا البلاء فيعودوا كما كان في الأمم السابقة ، نرغب أصحاب الدعوة أن يقابلوا هؤلاء بوجوه مبتسمة ، وشكل مقبول ، وصفاء نفس ، ومعرفة سماحة الإسلام والتعامل مع هؤلاء بأريحية ، والتوقع من المستجدين أسئلة تثير حفيظة النفس ، فإذا كان هؤلاء لديهم المقدرة أو ليبقوا في منابرهم فقد اعتاد كثير ممن حولهم على عدم الإستماع إنما حضورهم من اجل الإحتساب وكسب الأجر ، شكرا كورونا فقد تحقق اليقين عن دخول الإسلام جماعات جماعات وقد جعل الله لكل شيء سببا .
طلال عبدالمحسن النزهة
سلسلة كورونا ٢/٣٠
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
2020-04-16 في 5:42 م[3] رابط التعليق
احسنت كما انت دائمن راقى ومميز تحياتى