عيدي كعيدك ماذا فيهما اختلفــا ؟ !
كي يرقد (الصبح) في أحداقنا.. ترفا
فـ(الليل) عين قراءاتي و ملهمها
معنـى الخلود الذي في سره عكفا
عيِّدْ بقلبِكَ ، بالذكرى ، بأغنيةٍ
و بالطفولة حتى تمتلي رهَفا
عيِّدْ بأفئدة النسرين ؛ مبتكرا
قولا يطبب مافي داخلي نزفا
عيِّدْ بأسئلة الماضي التي هربتْ
من الإجابة باتتْ ياؤها ألِفا
كاللحن لولا خيالاتٌ تدوزنه
لما تجـرّد من إيقاعه و غفا
فلنصنع الفرق - للدنيا برمتها -
ونركبُ الريح في حاراتنا سعفا
ونربط الوقت في كرسيِّ ضحكتنا
كي لا يقوم بوجه الناس منصرفا
و نبذلُ الصمت موشوما بزغردةٍ
مهما وصفتُ كأني بعد لم أصِفَا
حيثُ الجمالُ الذي لا شيء يشبهه
في لجة الخلق حتى أعجز النطفا
كرامة العيد أن تسمو خواطرنا
عن الوداع الذي قد صار منعطفا
فالدمع سيد أحزاني و خادمها
في حضرة الألم المغبون ملتحفا
حديث قلب تعرى في مشاعره
نبض تكشف عنه الحب وانكشفا
و الذكرياتُ التي بالباب واقفة
أدخلتها ... بصميم البوح معترفا
و نسوة من بخور الله تسكننا
دفئا ؛ يؤثثُ -في وجدانه- غرفا
الآن يبدأ هذا العيد موسمه
كالعطر ينبت في أثوابنا شغفا
و يركض العمر بالأسواق تجذبه
حلوى المنامة كادت روحه تقفا
و العابرون على آمال دهشتنا
تسمروا بعيونٍ كُحْلُها انكسَفَا
الكل يبحث عن وجه يقنعه
بالابتسامة حتى يطرد الأسفا
فالعيد أبسط من تخدير فرحته
بالبهرجات التي عنوانها "الكلفا"
طفلٌ هو العيد، مجنون بحفلته
لا تعذلوهُ إذا ما طيَّرَ الصُّحُفَا
كونوا السعادة في عيدٍ ؛ نوزعه
مثلَ الهدايا التي غلفتها تُحَفَا
كونوا السعادة في عيْدٍ ؛ يوزعُنا
.. بسهرةٍ أيقظتْ -في روحه- الشرفا
شعر : محمد الفوز