قلقٌ على قلقٕ وقوسُ الرّامي
مُتوجَّهًا نحوَ الورى بِسهامِ
صمتُ البرايا مُؤلمٌ ومُحيرٌ
والكونُ مدفونٌ كرأسِ نعامِ
أسرجتُ خيلي والنجومُ شواهدٌ
فبدى جبين الشمسِ تحتَ حُسامي
حاورته ولهيبُ حَرّٕ قائظٕ
فوسمتهُ وببصمةِ الإبهامِ
لا عيدَ إلَّا عيد من لاحتْ لهمْ
سبلُ الحياةِ تمازجُ الأجسامِ
وكأننا بعدَ الصّيامِ أجنّة
صمٌاء لم تخرجْ من الأرحامِ
تعلو الكآبة وجهَ كُلِّ مَليحةٍ
والطّفلُ مَحزونٌ بلا أنسامِ
والشّيخُ مَذهولٌ على بلوائهِ
والنايُ مَخنوقٌ بلا أنغامِ
شللُ الحياةِ على المتارسِ غصّةٌ
كالقتلِ ضربًا بالحديدِ الحامي
الأرضُ توغلُ في الظلامِ نكايةً
فينا، وتُخفي وجههَا المُترامي
لا الشرقُ يبدو في المدى مُتألقًا
والغربُ يهوي في سَحيقٕ دامِ
في مَهْيَعٕ للنورِ ضاعتْ أحرفي
وتشابهتْ لِحلالِهَا بحرامِ
هاتوا مواويلي التي هَلْهَلْتُهَا
وتلطفوا في الصَّدِّ والإقدامِ
زُفُّوْا إلى أوتارِ شِعري مأتمًا
وَاتْلُوْا على سِفْرِ الخُلُودِ كلامِي
لا صوتَ يعلو والقصيدُ مجلجلٌ
والبوحُ يرفلُ في المَقْامِ السَّامِي
شعر: عبد الإله المالك