المؤذن ليس مسؤولا عن صحتك ، وإمام المسجد لا يضمن لك إختفاء كورونا مع حضورك ، ومواقع الصلاة لا تضمن لك عدم الإصابة ، والتوكل يحتاج أن تعقلها ، وإذا تعذر هذا فأبتعد عنها .
في جميع مواقع تجوالك ، هناك كاميرات ترصد تحركاتك ، أنت فقط تقف عند الكاميرات المرئية التي تشاهدها وتشاهد إحمرار عينها حتى تسمح لك بالمرور ، وبقية الكاميرات المنتشرة في كل تجوالك تتجاهلها لأنك لا تراها وهي تراك من أجل ذلك تتناسها ، ويصبح تصرفك عاديا دون حذر وحيطة وتنسى أنها تراقبك وقد أصبحت ضمن حياتك اليومية فتراها صدفة وتتناسها مرات .
إنّ جائحة كورونا مثل الكاميرات المنتشرة حولك في كل جزء ترتاده مع الناس ولكن لا تراها ، ومع مضي الفترة الزمنية تنساها أحيانا وتتعامل معها كأنها غير موجودة ، فتفاجئك في قارعة الطريق ومنحنياته وأينما تواجدت دون سابق إنذار ، إنها تلاحقك حين الإقتراب من إشعاعها لأنك تصرفت بعفوية النسيان ، أو الجهل والإستهتار من ناحية ، وأخرى بسبب أن الغائب عن العين غائب عن الفكر فتنسى أن تراقب حركاتك وسكناتك وسلوكياتك بينما كورونا هي الحاضر الغائب ، وقلة من الناس تقول لن تصيبني كورنا لأنه يشعر بقوة جسده وعظمة جهله ، ويظن أن كورونا لا تستطيع أن تتلمس اطرافه بعنفوانه وصحته وإمتهان فكره حتى تزحف إليه ضاحكة ، فيردد الذي رمى نفسه بالتهلكة دون الحيطة مع نفسه خجلا.
ويقول :- كنت أظن وخاب ظني ، ويبدأ بدور الناصح وهو على السرير الأبيض .
إنّ العلاقة مع الله هي التقرب بالعبادة المستمرة أينما تواجدت على أرض طاهرة في الصحاري والأكواخ والمنازل وفي حلّك وترحالك ، والعبادة ليست عاطفة مندفعة وشوق محب لحبيب كان غائبا ، فلم تغب عنا الصلاة في بيوتنا ولم يحرمنا احد منها قسرا وترصدا لنبكي ونتباكى ، فالغياب كان عن مواقع وبقيت الواجبات دون إختلاف ، كنا نقف خلف أئمة فأصبحنا في منازلنا أئمة ، كنا نستمع وأصبحنا نسمع أصواتنا ، ماغاب عنا الآذان قسرا بل كان يذكرنا أن نصلي في بيوتنا ، أصبحنا أئمة دون راتب شهري ووظيفة إمام ، وكان القران قريبا منا ونيساً حين بقائنا بالمنازل ، وعرفنا ما غاب عنا ونحن بعيدا عن أمور كانت حولنا وتحتاج لنا ونحتاج إليها .
عاطفة جميلة العودة الى المساجد ولكن هذه العاطفة مع الجائحة تحتاج لحذر وأيّما حذر ، فلا تجعلوا من هذه العاطفة كارثة لخطورة غير مرئية تآلفتَ معها فتناسيتها وتركت الحذر والحيطة ، قال عليه الصلاة والسلام ، جُعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ، والتوكل على الله محمود ولابد أن نتذكر متلازمة التوكل في كل حياتنا في قوله تعالى ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) الآية سورة البقرة 195
بقلم. طلال عبدالمحسن النزهة
التعليقات 1
1 pings
محمد بن حسين الحارثي
2020-06-03 في 6:10 م[3] رابط التعليق
جميل دكتور هذا الإلهام والأجمل منه النظر إلى صفوف المثلين في بيوت الله وقد التزموا جميعا بالإجراءات الصحية والاحترازات الوقائية كيف لا وهم يستمعون لكلام ربهم الذي اشتاقت نفوسهم إليه ( وأطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
بينما في المقابل نرى فعلاً ما يحتاج أن يكتب عنه يراعكم ويسطر عنه قلمكم وهو ما يشاهده الجميع من خروج عن دائرة المعقول من تصرفات عشرات المتسوقين والمتجولين مما بندا له الجبين فياليتنا جميعا وياليت قومنا يعلمون