أيا عَــمُّ يـا حــافــظــاً لـلــسُّـــوَرْ
أتــيـــتُــكَ أدلــو بــبـعــضِ العِبَرْ
فإنْ كـان قلبي بهِ الـجَرحُ يومـاً
فــلا بـد أنْ أســتـبــيـنَ الـخَــبَـرْ
لأبـقى بَـهـــيـاً كــنـورِ الــشـروقِ
وأعلو عـلى الأفـقِ مـثـل الـقـمَرْ
أيا عمُّ مــهــلاً فــهـذي الــحـيـاةُ
تُــغــيِّــرُ أحــبـابَـنـا في الــبَــشَرْ
فــذاكَ يَــخـونُ عـهـودَ الـجـدودِ
وهـــذا يـــزوِّرُ أبــهــى الــصــوَرْ
وذاكَ يَـبـيـعُ الصديـقَ الـصـدوقَ
ليـسعـدَ عـبـداً بــلـبــسِ الـغُــتَـرْ
يُـــدَلِّـسُ زوراً عـلــيـنـا عـسى أنْ
بـذا يـجـتـني يانـعــاتِ الـــثَّـمَــرْ
وتـلـكَ حـيـاةُ الـطــغـاةِ الــقـسـاةِ
لها عندهـم بالــهَــنـا مـــسـتَــقَــرْ
يَـخـونـونَ إخـوانَـهـم دونـمــا أنْ
يــراعــونَ أو يَـدرسـونَ الــعِـبَــرْ
يُـــوارونَ دَرســاً أتــيــنـا بهِ كــي
نُـــعـــلِّـــمَ أجـــيــالـنــا أو نُــسَــرْ
فصنـعاءُ تـبـكي على الـقـاطنـين
وبـغـدادُ مـالـتْ تـجـاهَ الــخَــطَرْ
ومَـقـدِسُنا كــم بكى الـغـاصـبـيـن
فــقـل لي أيا عـــمُّ أيـن الـــمــفَـرْ
وأيـنَ صــلاحٌ لــيــحـمـي الـعـرين
وأينَ الــرجــــالُ وأيــنَ الــعُـــمَــرْ
وأينَ الـمـُـثـنَّى وأبـنـاؤهــــم لــم
نـجــدْ بـــيـنـنـا واحـداً أو نَــــفَـــرْ
أتَذكـرُ يــاعــمُّ تــاريـــخَ مـــجـــدٍ
لــتلـك الـحـياة بـخـــيـرِ الـــسِّــيَـرْ
هنا جـيـلُنا أفـســـدوهُ الـــيـهـــودُ
وصـاروا يـقــــودونـنـا للــحُـــفَــرْ
بأرضِ الـــعـروبةِ خُـــنَّــا الـعــهـودَ
وما كــان فــيـمـا مـضى مُـــدَّكَـــر
نـقـاتــلُ بَــعـضَاً بِـــبَـعـضٍ وفيـنا
الدمــاءُ تسيلُ كــسـيــلِ الــنــهَــرْ
وصــرنا غُــــثـاءً غُــثــاءً غُـــــثــاءً
نــروحُ ونــــغـدو مَـــثـيـل الـــبـقَـرْ
نــــفـــجِّــرُ هــــذا وهــــــــذا وذاكَ
كــأنَّــا عـلى غـــــابــــةٍ لا بَــــشَــرْ
فــــمــاذا تَبَقَّى لــيـأجـــوجَ فــيــنا
وذا الــهَــرْجُ والـمَــرْجُ فينا انــتشَرْ
غداً سوفَ تَرسو رؤوسُ الجـميـعِ
على شاطِئِ المـهــديِ الـمُــنـتَـظَـرْ
وينــزلُ عــيـسى على أرضِنا بـلْ
ويـــقــــتـــلُ دَجَّــــالَنا المُـفـتـخِـر
تـعـودُ الــخـلافــةُ فيــنا ونَـبــقـى
على الــدينِ سَبعــاً فـهـل نعـتـبر ؟
✍
سلطان محمد معافا