أنا تلك الشابة التي ارتصت الحروف بداخلها مكونةً الكلمات والجمل، لتوضيح رسالة أتت إليها من زائر مختلف!
فقد تلقيت الرسالة بوعي وإدراك ،فقررت أن أشارك بتوضيحها إليكم لأنكم من الأشخاص الذين قصدتهم الرسالة أيضا،أو لأقل أنها قصدت العالم بأكمله.
ففي لحظةٍ لم نكن مستعدين لها،أو بالأصح لم تكن تخطر ببال أحد.
تحولت الكثير من الأشياء حولنا،واتت إلينا تلك الرسالة العظيمة التي غيرت مجرى العالم بأكمله.
رسالةً محملةً بالدروس والوعظ. أتت إلينا ،ومرسلها لنا هو ذلك الفيروس الذي لايرى بالعين المجردة،ألا وهو فيروس كورونا.
أتى مُحملا برسالته التي غرسها في نفوس المواطنين والمقيمين،غرسها في الصغير والكبير،غرسها في الفقير والغني،وغرسها في جميع الأشخاص وجميع الطبقات وجميع الشعوب كافةً،أظهر حقيقتنا وحقيقة الأمور من حولنا،أتى مغيرا من حال إلى حال،أظهر لنا بأن كل اللحظات قابلةً للتحول،وكل الأحوال قابلةً للتغير.
جعلنا نُدرك معنى الحياة التي كنا نعيشها،وحجم النعم التي كُنا نغفل عنها، وأظهر لنا قيمة كل شيء كُنا نمتلكه أو كُنا قادرين على ممارسته والقيام به دون الاحتياط والاحتراز.
جعلنا نُدرك ما فعلناه سابقا !
-التذمر عند الأستيقاظ تأهبا للدراسة والعمل.
-التقاعس عن أداء الفروض جماعة في المسجد.
-الملل من اجتماعات الأقارب والأصدقاء.
-المشاركة في الاحتفالات والولائم .
والكثير من الأمور التي لا يسع لهذه السطور الكتابة ذكرها،كُنا في راحة لم نكن واعين بها،وكُنا في نعم لسنا مدركين لها، لم يكن الخوف يتسلل بداخلنا عند الخروج لقضاء الحاجات،ولم نكن نحرص على المسافة بيننا وبين الطرف الأخر،ولم نكن بحاجة إلى المعقم والماسك والاحتياط و الحذر.
فكانت حياةً طبيعية جدا،نتنقل حاملين حقائب السفر للمتعةِ والترفيه،نكون على استعداد للخروج في نهاية الأسبوع، والتجول في الأرجاء وتناول كل ما تشتهيه أنفسنا،وكنا ننتظر انقضاء العام الدراسي لنشعر بلذة الإنجاز ونستعد للإحتفال مع الأصدقاء،كانت متعة الأطفال في النزول لشراء الحلوى والألعاب،وكان يأتي الشهر الفضيل وتأتي الاجتماعات الجميلة و مشاركات الأطباق اللذيذة،كانت تأتي ليلة العيد مليئةً بالاستعدادات للاحتفال والفرحة وزيارة الأقارب الإجتماع بهم.
كُنا في كثير من النعم لم ندرك بها،حتى اجتاحتنا هذه الازمة، التي جعلت في كل أمر جانب آخر لم ندركه، فمن أبسط الأمثلة التي يمكنني طرحها:حملك لكيس وأنت خارج من السوبر ماركت،أو وضع يدك على مقبض الباب،أو جلوسك على طاولة مطعم بإنتظار طلبك.
والكثير من الأمثلة التي بإمكانك وضعها لنفسك بناء على ما تراه حل بنا الآن.
فقد أصبح الكل في تفكر بما حل بنا وتأمل بما جرى، أصبحنا نُدرك معنى الإشتياق للأقارب والأصدقاء ونثمن جلساتنا سوينا ،أصبحنا نفتقد بعض من الأمور التي كنا لا نرى قيمتها عندما كانت سهلة يسيرة،و أصبح لدى الأطفال تساؤلات وخوف عن ما حدث ولماذا تغير الوضع، وأدركنا كل ما كُنا عليه وما نحن عليه الآن.
تلقينا درس!
جعلنا نُدرك بأن كل شيء قابل للزوال والتغير ، وأن كل ما نحن عليه تحت أي ظرف أو حال يُعد نعمةً،ومن واجبنا شكرها والتأمل فيها،ومعرفة قيمتها.
تلقينا درس أيضا!
بأهمية أنفسنا و أوقاتنا وأهمية الأسرة والأبناء ،فقد كُنا نجهل الكثير تجاه أنفسنا،ولكن كورونا علمتنا بأن أنفسنا كانت تستحق وقت أكثر و عطاء أكبر ،، وأن أسرتك أعظم ما تملك، فمن الممكن أنك كنت غافلا عنها حتى أتى ما يسمى بـ (منع التجول والحظر) الذي جعلك تراها وتشعر بها،وجعلك تُدرك قيمتك وحق نفسك عليك،وكم من وقت أهدرته خارجاً كانت نفسك أحق به وعائلتك أولى به.
لذلك التفت حولك يميناً وشمالاً،وأنظر لما حدث وما تغير،وتعلم من الأخطاء التي كُنت واقعاً فيها،وأدرك حجم النعمة المتبقية الآن على أتم وأكمل وجه،أنت بصحة، بين أسرة،وفي حضن وطنً آمن،تأتيك متطلباتك واحتياجاتك وأنت مؤمنً على نفسك وصحتك، ولم ينقص عليك أي شيء ولم تكن بحاجة لأي شيء كُنا في نعمةً لم ندركها،لكن ما زلنا في نعمٍ ايضا علينا ان نُدركها.
وختام قولي…
شارك وحاور من حولك تحت عنوان(علمتني كورونا)، فعلى الجميع أن يكونوا تعلموا شيء لم يعلمو به من قبل هذه الجائحة، وعلى الكل أخذ رسالة هذا الفيروس بالاعتبار ، وجعلها نقطة تحول لما كان يجهله سابقا،ونقطة خروج من الغي إلى الرشد.
وأدام الله علينا الصحة والسلامة،وكفانا الله وإياكم ما تحمله هذه الجائحة.
بقلم/ ريناد الشهري
التعليقات 30
30 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
شوق
2020-06-10 في 4:07 م[3] رابط التعليق
فخوره فيك🥺❤️
Salwa20
2020-06-10 في 4:18 م[3] رابط التعليق
دوما مبدعة
مقالك راق لي كثيرا
وفقك الله لكل خير
aa_ryoom23
2020-06-10 في 4:32 م[3] رابط التعليق
رائعة 🥺🥺♥️ معبرة وجميلة للأمام 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻♥️♥️
طله
2020-06-10 في 5:50 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ❤️
إلى الأمام حبيبتي😘
شهد
2020-06-10 في 6:06 م[3] رابط التعليق
جميلة جدا استمري ♥️♥️.
غير معروف
2020-06-10 في 6:21 م[3] رابط التعليق
بلبل
أم مشعل
2020-06-10 في 6:35 م[3] رابط التعليق
مقال جدا رائع،وبالتوفيق♥️♥️
لُوريتا
2020-06-10 في 6:50 م[3] رابط التعليق
فخورةةة فيككك ❤
كلام في قمة الروعة ….💕💕💕
لُوريتا
2020-06-10 في 6:52 م[3] رابط التعليق
مقاال في قمة الروعة 💕💕💕💕💕💕💕
Reem
2020-06-10 في 7:13 م[3] رابط التعليق
مقال رائع حمانا الله واياك من هذه الجائحه
لافض فوك ولا جف قلمك 🙏
Jory
2020-06-10 في 7:19 م[3] رابط التعليق
اختي الكاتبه .. رائع ما وجدت هنا من كلمات ..
.. فكلماتك هنا تحوي اصدق المعاني ..
وليتنا نتعظ ونتعلم ونستفيد .. !!
دمت رائعه بكل خير وسعادة ..
.
2020-06-10 في 7:25 م[3] رابط التعليق
مبدعه وجميل الكلامم❤️❤️❤️
الله يوفقك
غير معروف
2020-06-10 في 7:40 م[3] رابط التعليق
جميييل استمري👍🏻👍🏻
Bashaier
2020-06-10 في 8:11 م[3] رابط التعليق
مره كلامكِ جميل مرهه😭❤️❤️
غير معروف
2020-06-10 في 8:25 م[3] رابط التعليق
👏🏻👏🏻👍🏻👍🏻مبدعه ياجميلة
صباح
2020-06-10 في 8:27 م[3] رابط التعليق
جميل ياجميلة 👏🏻👍🏻
عبدالعزيز الجاسر
2020-06-10 في 8:57 م[3] رابط التعليق
ربي يعطيك العافية
اقوال وحكم اكثر من رائعه
أسأل الله يرفع هذه الغمه عن المسلمين
غير معروف
2020-06-11 في 12:04 ص[3] رابط التعليق
مبدعه
غير معروف
2020-06-11 في 10:20 ص[3] رابط التعليق
كلام مفييد وجميييل💕
خالتك
2020-06-10 في 10:30 م[3] رابط التعليق
م شاءالله وربي انك مبدعه كلام جميل
ريم
2020-06-10 في 10:48 م[3] رابط التعليق
ابدااااع كلام في القمه ممتازه اتمنى لك مستقبل بااهر 😍👏🏻👍🏻
Reeeem
2020-06-10 في 10:50 م[3] رابط التعليق
ابداااااع
سعدى الشهري
2020-06-10 في 11:36 م[3] رابط التعليق
في البداية ” سلمت يمناك”
كلام جميل وعظيم جداً . فعلاً مع هذه الجائحة تغيرت مفاهيم كثيرة ، كنا نجهلها أو بالأصح لا نعيرها أهتمام .
أسأل الله العظيم أن يهون علينا وعلى العالم أجمع .
أبدعتي حبيبتي 👍🏻
نوره احمد الشهري
2020-06-10 في 11:39 م[3] رابط التعليق
كلام جميل جدًا استمري وإلى الأمام دوًما وفقك الله💚💚.
Llode
2020-06-11 في 12:03 ص[3] رابط التعليق
مبدعه ماشاء الله اسال الله العلي العظيم يزيل ذا الوباء ويرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء
غير معروف
2020-06-11 في 12:04 ص[3] رابط التعليق
مبدعه جزاك الله خير ربي يحفظك
غير معروف
2020-06-11 في 3:27 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل يعبر عن مابداخلنا اشكرك اتمنى لك دوام التوفيق
سالم الشهري
2020-06-11 في 3:30 ص[3] رابط التعليق
مبدعه اسأل الله لك دوام التوفيق واسأل الله ان يرفع عنا البلاء والوباء
.
2020-06-11 في 4:52 ص[3] رابط التعليق
أتصور حجم المستقبل الجميل لكتابة هاذي المقاله المليئه بسلسة الكلمات والجمل و الرساله التي تكمن خلف كل حرف ، الى الامام ريناد وفقك الله لدنيك وبلدك وبعلمك و رفع عنا هاذي الغمه عاجل غير اجل
علي الشهري
2020-06-11 في 9:10 م[3] رابط التعليق
غاليتي ريناد
أشكرك على هذا الطرح الجميل والمميز
وكم انا سعيد بما قرأته وماسطرته أناملك في هذه الرسالة
وجودك هُــنا فخرٌ لي .. وأتمنى المزيد من العطاء في قادم الايام
دمتي بكل خير