إن المتجول في أسواق الصين ولديه خبرة في بضاعة الأمازون وغيره ، ويعرف أسعار السلع المعروضة في مواقع التواصل قبل عرضها وبعد عرضها، ولديه خبرات في أسواق التجزئة، ولديه مقارنات في الأسواق ما بين دولا إلى ألف دولار، سوف يكتشف أن كثيرا من ضحايا المرتادين بالشراء من المتاجر الإلكترونية قد سقطوا في مخالب التاجر سواء كان الموقع ضخما أو أن التاجر فردا يجلس في رقعة من منزله لا تتعدى مترين مربع ويتعامل مع الشركات ، فمكاسب مواقع عرض السلع بأنواعها تزيد أسعارها عن ثلاثمائة بالمائة من السعر الحقيقي للسلعة.
إن المضحك المبكي أن نفس السلعة بعض مضى فترة من الزمن تبقى منها مجموعة ليتم عرضها مرة أخرى بربع القيمة التي تم بيعها بالسعر المرتفع، وأيضا فيها مكاسب تصل لأكثر من ثلاثين بالمائة بمعنى مكاسب مركبة حين العرض الأول وعرض المتبقي منها.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ما أجمل الصدف النسائية عندما تقابل سيدة أخرى وكلاهما تلبسان نفس الفستان أو الساعة أو الكردان أو اكسسوارات أخرى، فتجد صاحبة الشراء حين العرض الأول قد دفعت الكثير ، بينما الأخرى دفعت ربع المبلغ بعد العرض الأخير ، فتعلن الأولى عن سعر ما تلبسه لتكذبها الأخرى وكلاهما في الصدق سواء ، وكلاهما ينظران من زاوية مختلفة عن السعر الأول والأخير .
إنها لعبة العرض والطلب ، وطريقة العرض واكاذيب وصعوبة الإسترجاع ، وهكذا تعيش شركات أو أفراد معروضات مواقع المتاجر الإلكترونية من خلف مكتب صغير داخل غرفة بسيطة أدواته جهاز كمبيوتر وتواصل مع الشركات الأم، فمنهم من يشتري شيئا من المعروض ويخزّن ويوزع مثل ، ومنهم لا يملك غير جهازه ويعتقد المشتري أنها شركة كبيرة.
نشر احد المتجولين صورة سيارة لأحد مواقع البيع الإلكتروني بإسم شركة باتت مشهورة بإسمها تقف حافلتها في أسواق شعبية وشعارها على الكراتين العديدة المفتوحة أمام المحلات الشعبية لتشتري بالرخيص وتعرض في صفحتها وبإسمها الأسعار الخرافية ، فكل من يبهره العرض والإضاءة واكاذيب كلمات التسويق عليه أن تبقى حقيبته مفتوحة ولكن لا يئن عندما يجد الغالي الذي يلبسه هو السعر الرخيص من آخر أيضا يلبسه ، إنها لعبة التسويق وثقافة المشتري .
بقلم
أ. طلال عبد المحسن النزهة
التعليقات 1
1 pings
سهل
2020-12-15 في 4:38 ص[3] رابط التعليق
صدق والله أنزل وتسوق تجد اسعار مناسبه