عام

التنازلات في الحياة الزوجية..هي إنجازات وليست خسارات

-

بقلم: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي

ليس كل ما يتمنى المرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

لكن البارع منّا هو من تلقنّه الدنيا أبجديات فن التنازل، فأقول أكثرنا قد كبر وكبرت معنا مشاكلنا في الحياة، ولكن الذي يوزن الامور ولايركب رأسه فيصبح، هو من يتعلم كيف يتأقلم مع الظروف و بمن حوله ويتمسك تارة بشيء ويغض البصر عن شيئاً آخر لترجع المياه لمجاريها.

إذاً هناك من يظُنْ أنّ الحياة بأكملها له وأنها ستمنحه معظم ما يريد،وكيفما يريد ووقتما يشاء وهذا ظن خاطئ، ظن بعيد عن واقع الحياة. التنازل بين الناس أساسه الاختلافات في الرأي وهذا من اختلاف الطباع بين البشر، والتنازل الذي لا يُهدِر الكرامة ولا يمس القيم الإنسانية ويجعل الحياة أكثر تفهماً و إشرقاً فأهلاً وسهلاً به وهو جزء من تفاصيل الحياة الجميلة التي أنت قد تسعد وتُسعد غيرك. وأكيد جداً التنازل يكون لمنْ يستحق أن تتنازل من أجله وبعملك هذا دليل التسامح، نعم والله التسامح هي صفة الإنسان القوي الذي يمتلك مشاعره ويضبط نفسه في المواقف الصعبة لتقوم الحياة ويتهنأ بما بقي من العمر. فالتنازل فن يجهله الكثيرون من الناس.

والجميل إنّ هناك من يتنازل عن قناعات شخصية في سبيل إبقاء العلاقات الإنسانية في أوج جمالها ولا يخدشها بالتعنت الذي يصل به إلى سور عظيم لا يمكن تجاوزه.مثال ذلك تنازل بين الزوجين ما لم تمس الثوابت شيء لا بد منه، إذا كان هدفها الأسَمى سيصل بالأسرة إلى بر الأمان، ويساعد في بناء أسرة متحابة فهذا هو المراد،وأيضاً التنازل بين الأخوة في سبيل إبقاء العلاقات والمحبة، التنازل بين الصغير والكبير من أجل المودة والعطف لهو شي جميل.

في مقالي هذا أخص الزوجين ولكل َمنهما أقول كلمة ،،التنازل،، ثقيلة في لفظها ومعناها، مجرد أن تخطر في البال يشعر الشخص بالضيق الشديد والعصبية المطلقة أحياناً، ورغم هذا يبقى للتنازل جانب مضيء إذ إنه حقيقة فن لا يعرفه ولا يتقنه كثيرون،ففي العلاقات الزوجية مثلاً يعتبر التنازل سمة ورقياً وليس ضعفاً أو خضوعاً، ولكن متى ما أدرك كل طرف أن التنازل بين الزوجين هو الطريق الأكيد لكسب الحب والمودة والرحمة والاستمرار بينهما فسيرى كليهما السعادة بإذن الله تعالى، عزيزي القارئي وجب علينا أن نتفهم

بأن لتنازلات في الحياة الزوجية إنجازات وليست خسارات، والتمسك بالرأي والعناد قد يكون هو الخسارة بعينها فعش حياتك وتمتع بما بقي منها.

وفي هذه الأسطر قد يقول قائل:الشخص لا يتغير عبثاً، نحن نتغير عندما نرى ان المعاملة التي أمامي تغيرت نحن نتغير معها، ولكن عندما تمل قلوبنا منهم
ومن تصرفاتهم المتكررة المؤلمة
فحينها نكتفي من التجاهل والصمت
الذي يأكل قلوبنا منهم، حتماً يأتي الرد سريعاً، نحن لا نتغير عبثاً نعم نحن نتغير عندما نجد ان مكانتنا
في قلوب من نحب قد تغيرت حينها تنتعش الحياة.

وأما جوابي لهذه التساؤلات :كما جاء عن ابن مسعودٍ  قال:(قال رَسُولُ اللَّه ﷺ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلى النَّارِ؟ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ تَحْرُمُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ، هَيِّنٍ، ليِّنٍ، سهلٍ)

*همسة*

*في علاقاتنا مع الآخرين، هناك محطات لا بد أن نمر بها، ومراحل نتنقل فيما بينها،في البدايات،نظن أن الدنيا مفروشة بالورود، وأن سماء المحبة لن تتلبد بالغيوم، ولن تصبح رمادية مهما طال الأمد.ولكن الواقع يبرهن لنا سريعاً، وليعلمنا أن بقاء الحال من المحال، وأن أي علاقة بين إنسانين في الوجود كله يجب أن تأتي عليها لحظات يحدث فيها خلاف وخصام ونزاع أحياناً.لهذا كله، يجب أن نتعلم فن التنازلات لأجل تُسعد وتسعِد من هم أقرب لك*


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. دائما وابدى مشاركات الكاتب عبدالرحمن منسي (ابو ياسر) مميزة شكرا على جهودكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى