رجولة حقيقية في زمن المتغيرات

بقلم - إبراهيم النعمي
الشباب هم قلب الأمة النابض، وركنها المتين، وهم أمل الحاضر وعدة المستقبل. ولهذا جاء الإسلام دينًا وسطًا، يحمل في طياته الرحمة والرأفة، ويحث على التوجيه والرعاية، خاصة لفئة الشباب الذين يمثلون مرحلة القوة والنشاط في حياة الإنسان، كما قال الله تعالى:
“اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ” [الروم: 54]
إننا نعيش في زمن كثرت فيه المؤثرات، وتعددت فيه وسائل الغزو الفكري والثقافي، حتى صار بعض شبابنا ينجرفون – دون وعي – خلف أنماط دخيلة على قيمنا، تتجلى في مظاهر الشكل واللباس والسلوك.
نرى تقليدًا أعمى لثقافات غربية لا تراعي خصوصياتنا، في المظهر والهيئة، من ملابس ضيقة وممزقة، إلى تقليعات في الشعر، وإطالة الأظافر، وثقب الأذنين والأنف، واستخدام أدوات الزينة التي لا تليق برجولة الرجل المسلم.
وقد نهانا رسول الله ﷺ عن بعض هذه السلوكيات لما فيها من تشبه لا يليق، فقال:
“نهى رسولُ الله ﷺ عن القزع” [متفق عليه].
والأخطر من ذلك أن يتحول هذا التقليد إلى تشبهٍ تامٍ بالنساء في الهيئة والحركة، وقد قال رسول الله ﷺ:
“لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال” [رواه البخاري].
نحن لا نعيب الشباب لأنهم مختلفون، ولكن نأسف لأن البعض فقد البوصلة، وابتعد عن النموذج الذي أراده الله له: نموذج القوة، والمسؤولية، والنخوة، والخلق الرفيع.
وقد بشّر النبي ﷺ بالشاب الذي ينشأ في طاعة الله، وجعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فقال:
“وشاب نشأ في عبادة الله…” [رواه البخاري ومسلم].
يا شباب الأمة، أنتم الأمل، ومنكم يبدأ التغيير. كونوا كما أراد الله لكم: أقوياء في الإيمان، معتزين بأصالتكم، ناجحين في حياتكم، فاعلين في مجتمعاتكم.
ولنمدّ جميعًا أيدينا، آباءً وأمهات، معلمين ومرشدين، لنصنع بيئة تُعزز القيم، وتفهم التحديات، وتقدم النماذج الراقية التي يُحتذى بها.
أخيراً:
فقد قال الشاعر:
بكينا على تبرجِ النساءِ ** فإذا بالذكورِ قد تبرّجوا!
ختاماً:
اللهم أصلح شباب هذه الأمة، واجعلهم من عبادك الصالحين، الذين يحبونك وتحبهم، ويجعلون من حياتهم رسالة بناء لا هدم، ورمزًا للعزة لا الذوبان.
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.