كُتاب المقالات

الضيف الزائر

-

يحلّ علينا في كل عام ضيف زائر سريع الاقامة تستقبله قلوب الناس بكل حب وترحاب وتهرع إليه الأفئدة بشوقٍ وهيام. هذا الضيف يغيّر من أحوال الناس لمن أراد أن يتغيّر للأحسن والأفضل وكأنه يمنح السعادة والطمأنينة في القلوب قبل أن يحطّ رحاله في كل نواحي الحياة وأوقاتها اليومية.

إن ضيفنا الزائر ليس كباقي الضيوف بل يمتاز عنهم بأنه هبة ربانية لهذه الأمة المحمدية التي يمنحها التميز عن سائر الأمم، ضيف يمكث شهرا وكأن مكوثه أياماً أو ساعات حيث أنه لطيف القدوم خفيف الاقامة ولكنه عالي الشأن والمقام. كيف لا وهو يحمل الخير كله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وفيه الصيام والقيام والتقرب بأنواع العبادات لرب الأرض والسموات.

أتانا رمضان كضيف زائر بخطى سريعة ليجدد ايمان القلوب ويزيل ما خلفته الاثام والذنوب ويذكر الانسان بأحوال من حوله من اخوانه وماقد يلحق بهم من عطش وجوع يحتاجون فيه إلى الدعم والتكاتف وشحذ الهمم والعمل بجد ابتغاء لمرضاة الرب وسعياً لنيل جنانه والعتق من نيرانه.

جاءنا رمضان وهو يحمل بين جوانحه كل مباديء الحب والتسامح والتعاون والإخاء وينشرها بين أفراد المجتمع ايقاظا للنفوس وتجديدا للخلجات النابضة بحب العطاء والخير يفتح أبوابه في عشره الأولى بالرحمة لمن أراد أن يدخل منها ويستشعر كل المعاني الربانية في هذا الشهر الفضيل و يعمل بها سلوكاً وقولاً وتطبيقاً.

يجب علينا أن نتعلم من ضيفنا الزائر في كل عام كل مامن شأنه أن يطورنا وينقل حياتنا للأفضل وأن نحرص فيه على الكسب من الأجور العظيمة والمغانم الوفيرة التي اختصه الله بها عن الشهور الأخرى لا سيما وأنه سريع الانقضاء كما وصفه الله تعالى ” أياماً معدودات ” وأن نعيشه بروحانية عميقه و نعطيه كل الاهتمام والوقت وحقه من التفرغ والعبادة بعيدا عن ملهيات الدنيا وبعض السلوكيات المنافية لاكرام ضيفنا الزائر، علّنا أن نكون ممن يدخل أبواب رحمة ربنا من بداياته.

.
✒️ أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كاتب بصحيفة أخبار الوطن نيوز.


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى