يأذن الديك في القرية تستيقض نورة كعادتها فجراً؛ تبحث بين اشيائها عن مشطها الصغير
تقف أمام المرآة المكسورة لتنثر عناء الليل وتذهب إلى عالمها الصباحي
تسمع قرع نعلي والدها ذاهب إلى المسجد تخرج مسرعة لتقبل يديه
يابه لا تحوي في المسجد بزهب لك الفطور
الوالد؛ فكيت ريقي خذت تمرة وعسل بصلي وبندر عند أمك فاطمة ألمح لها يقلون ماش هيلة لها يومين...
نورة؛ الله يوجه لك هيه لا تحوي عندها شي برد وجبها معاك.
الوالد؛ ودعتكم الله
نورة؛ تعود لغرفتها لتقف مجددا أمام مرآتها وتأخذ مكحلتها لتمليء عينيها الواسعتين تتلحف شرشفها الملون لتخرج للوادي تتمتم بكلمات يبدو أنها أغنية سمعتها في المذياع
نورة نورة !! فين بتغدين ته الحزة عودي هلم
لبيه يا أمه بفلح الوادي استقي واقطف تين واجيب لك توت ما نسيت من البارح تبغينه
الأم ؛ هي افلحي ولا تحوين بعد ورانا ضيعة
نورة؛ ابشري يا أمه انتهى يوم نورة وهي كالعادة تحرث وتستقي الماء وكلها طاقة وحيوية.
لتعود في المساء لتقف في النافذة ( البداية) تراقب الغروب وتراقب الأشجار والعصافير تُداعب اغصانها ..
في ذات يوم وهي تقف في نفس المكان( البداية)
كان هناك أحدهم يتجول في المكان عادت للوراء
خوفاً من أن يراها ..
أخذت ترقبه على استحياء حتى غادر المكان
وقفت تسأل نفسها!!!
منهو ذيه ماقد شفته في القرية وش ته الثياب فوقة كنه شامي !!!
اقفلت النافذة وعادت الى والدتها !!
تتمتم في قلبها؛ أعلم أمي باللي ريته !!!
لا لا يابنت والله بتعايرني وبتقفل الطاقة عليه ......
نورة أعجلي بالعشاء ابوك عليه عنه بيجي جيعان وسوي قهوته لين أفلح ادخل الحلال وأخرج الخبزة من الملة ... ابشري يمة ذلحين اغلّق ضيعتي.
مضى الليل وعاد الفجر بنوره وبأصوات أهل القرية
في ذلك اليوم كعادتها نورة تقف في (البداية)!
سمعت صوت أحدهم يقف أمام النافذة( البداية) بصوته الرخيم؛
هاي
اقفلت النافذة وقلبها كاد يخرج من صدرها.
(هاي) وش يقول ذيه يمكن يسلم عليه
لم تنم تلك الليلة تفكر في ذلك الغريب
وفي اليوم التالي
وقفت خلف النافذة( البداية)
تسرق النظرات للطريق لم ترى شياءً
فتحت النافذة( البداية) تنفست الصعداء
وهي تقف وتلملم شعرها ومغمضة عينيها
قال أحدهم ؛ كيف حالك لا تقفلين (البداية)
أنا حامد من القرية بس كنت عايش في الرياض وانتِ ماتعرفيني
وقفت متسمرة عادت خلف النافذة مرحباً هيل عد السيل
حامد؛ كبرتي يا نورة
نورة؛ تغيرت الملابس والهروج وخلقتك.
حامد؛ يضحك بصوت خافت
ولكني باقي حامد ولد القرية
المدينة غيرت شكلي ولكن
ماغيرت حامد ولد القرية
في صمت اقفلت النافذة( البداية)
الأم؛ نورة نورة بصوتها العالي من تهرجين في الغرفة
في خوف نورة؛ محد يمه اسمع الأذاعة واتهرج معهم
الأم؛ هيا افلحي زهبي عشا ابوك
وكالعادة يأتي الليل ولكن كان مختلفا فنورة لم تغفو تفكر في حامد وقلبها ينبض خوفاً من المجهول
حامد؛ لم ينم يفكر في نورة ويستعجل النهار حتى يراها
في وسط ضجيج القرية و الزيارات نورة ترقب متى يعود حامد مر ثلاثة أيام لم يزرها.
عاد إليها وگانه يعتذر عن الغياب بقوله
حامد؛ والله يانورة أني ما أرقد الليل صورتك قدامي
أبيتي تحيلين من قدام عيني !!!
تضحك وگان الدنيا لم تسعها
مرت الأيام بينهما أقتربا أكثر من بعضهما.
وكانت الصاعقة عندما أخبرها بإن إجازته أنتهت وسوف يرحل من القرية!!
نورة في ذهول وألم؛ هوه يا حامد بتفلح وتخليني هنا!!
كانت كلماتها وقعها في قلب حامد مؤلم لقد تعود على وجودها..
انسحب من المكان دون أن يخبرها بشيء.
جنن جنونها لم تنم ولم تعد تأكل
مر اسبوع على غياب "حامد " انطفأت ابتسامتها.
لاحظ أهلها ذلك
الأب ؛ نورة وشبك ماش هيلة يمه بك خلاف
نورة ؛ وبغصة قلبها لا يابة ماهلا أني ما ارقد وراسي يوجعني
الأب؛ عليه عنك ي أمي هية قومي أغسلي وجهك وأفتحي الرادي بيجيبون أم كلثوم تغني ذلحين..
نورة في عالم آخر لا أحد يعلم مافي قلبها وفكرها ..
تتسائل ؛ بيعود حامد وياخذني معاه
وفي مكان آخر.
حامد؛ بخلص شغلي وأرجع لنورة .......
هل ياتُرى ستكون "البداية" طريق إلى "البداية"
بقلم أ. بدرية ال عمر
التعليقات 2
2 pings
Bent_alsharqiya
2021-02-25 في 9:56 م[3] رابط التعليق
مبدعه كما عودتينا داينا
منى
2021-02-27 في 3:09 م[3] رابط التعليق
مريني احتاج مترجم 😭 لهجتكم ياهل الجنوب جميلة بس فيه كلمات ما اعرف معناها