هذا مثل باللهجة الجازانية العامية، وهو يضرب لمَن تعرض لموقف مخيف فأصبح يتوجس الشر من كل موقف يشبهه.
وامحنش هو الثعبان وامطفية شريحة طويلة من سعف شجر الدوم تشبه الثعبان في طوله وحركته عندما يحركها الهواء، والقَبْص هو اللسع على تلك اللهجة وله أصل في لغة العرب.
قال لي يوما أحد الأصدقاء: لماذا تقولون: ام كذا وام كذا ولا تستعملون "أل" التعريف؟
قلت له: يا صديقي هذه لهجة من لهجات العرب تسمى الطّمْطُمانية كالكَسْكسة وهي قلب الكاف سينا فيقولون : كيف حالس يقصدون كيف حالك وهي منتشرة إلى الآن في نجد ، وهناك العَنعنة لهجة تميم يبدلون أن بعن ومنه قول الشاعر ذي الرمة : أعن ترسمت من خرقاء منزلة ... ، يريد أن ترسمت ، ومن هذه اللهجات الطمطمانية وهي لهجة حمير القبيلة القحطانية وتنسب لها فيقولون طمطمانية حِمْير. قال الأصمعي: قال معاوية يوما لجلسائه مَن افصح الناس؟ فقال له أحدهم : أفصح الناس قومٌ تباعدوا عن عنعنة تميم ، وكشكشة ربيعة ، وكسكسة بكر ، ليس فيهم غمغمة قضاعة ولا طمطمانية حِمْير ، قال معاوية : ومَن أولئك ؟ قال: قومك يا أمير المؤمنين أ.هـ يعني قريشا فهم أفصح العرب ولذلك نزل القرآن بلغتهم .
والطمطمانية هي إبدال "أل" التعريف ميما فيقولون : ام رجل وام دار ، وعلى هذه اللهجة الحديث المشهور : "ليس من امْبِرِّ امصيامُ في امْسَفَر" ، والحديث في الصحيحين (1) وغيرهما بلفظ : "ليس من البر الصيام في السفر" والحديث بلفظ :"ليس من امبر ... " إلخ .،رواه الإمام أحمد في المسند (2) والطبراني في المعجم الكبير (3) والبيهقي في سننه (4) وعلق الحافظ ابن حجر على هذه الرواية في التلخيص الحبير (5) بقوله : رواه أحمد من حديث كعب بن عاصم الأشعري بلفظ:" ليس من امبر .." وهذه لغة لبعض أهل اليمن يجعلون لام التعريف ميما ، ويحتمل أن النبي عليه الصلاة والسلام خاطب بها الأشعري لأنها لغته ، ويحتمل أن يكون الأشعري نطق بها على ما أَلِف من لغته . أ.هـ
وكعب بن عاصم الأشعري راوي الحديث بلغة الطمطمانية هو من قبيلة الأشاعرة وهي قحطانية يمانية ومنها الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري ، ولا تزال هذه القبيلة منتشرة في تهامة اليمن.
فالطمطمانية لهجة القبائل القحطانية من كهلان وحِمْير.
قال محدثي فما سبب وجود لهجة الطمطمانية في منطقة جازان قلت له: لأن سكان منطقة جازان في الأصل من القبائل القحطانية من حِمْير وكهلان، فأهل القطاع الجبلي من خولان وخولان من قضاعة وقضاعة من حِمْير ، وأهل القطاع الأوسط والساحلي أغلبهم من كهلان ومنهم قبيلة حَكَم فهي من مذحج ومذحج من كهلان، وقبيلة حكم قبيلة واسعة الانتشار من وادي حرض في الجمهورية اليمنية حاليا إلى وادي صبيا.
واللهجة الطمطمانية لهجة حٍمْير و سبأ.
قال محدثي فما السر في خلوّ لهجة القطاع الشمالي من منطقة جازان كمحافظة بيش والدرب من الطمطمانية فهم يستعملون أل التعريف في لهجتهم ، قلت لعل السبب هو أن أغلب سكان القطاع الشمالي في الأصل من قبيلة كنانة كما ذكر ذلك بعض المؤرخين ومنهم العلامة محمد بن أحمد العقيلي حيث قال: الكثير من سكان الجهة الشمالية من قبيلة كنانة، ويؤكد ذلك الدكتور أحمد عمر الزيلعي فيقول : تنتشر بعض القبائل والعشائر الكنانية في منطقة جازان ومنها قبيلة بني شعبة الكنانية التي تسكن الدرب المعروف بدرب بني شعبة وكنانة قبيلة عدنانية.
والطمطمانية ليست في منطقة جازان فحسب بل تنتشر في عسير و تهامة عسير كرجال ألمع ومحايل والمجاردة وبارق وتهامة غامد وزهران ، والسبب كون سكان تلك الجهات من قبائل الأزد والأزد من كهلان بن سبأ.
وذُكر أن الصحابي أباهريرة كان يقول: ام رجل وام دار ، وأبو هريرة من دوس الذين منازلهم جبال السراة شمال عسير.
كتبه العابد أحمد سبعي ٢٣ شعبان ١٤٤٢للهجرة.
ــــــــــــــــــــــــ
1-رواه البخاري (1946) ومسلم (1115). 2-المسند 5/434 . 3- المعجم الكبير (19/172 رقم الحديث 387 . 4- سنن البيهقي (4/242 . 5- التلخيص الحبير 2/205 .