يحتوي أي منهج تعليمي على مجموعة من العناصر المكونة له، وتتمثل في الأهداف العامة والخاصة المنشودة من العملية التعليمية، والمحتوى أو المقرر الدراسي، وطرق واستراتيجيات التدريس، والأنشطة التعليمية سواء الصفية أو اللاصفية، بالإضافة إلى التقويم بأنواعه المختلفة.
ويمثل النشاط الطلابي في الفكر التربوي الحديث مكوناً رئيساً من مكونات المنهج التعليمي، وركناً هاماً من أركان العملية التعليمية، وأحد العناصر المؤثرة في نواتج التعلم ؛ إذ يُعرّف بأنه ممارسات تطبيقية يقوم بها الطالب في سبيل تحقيق أهداف محددة سلفاً ، بمشاركة الطلاب سواءً داخل المدرسة أو خارج أسوارها، لكنه في كل الأحوال يكون تحت إشراف المدرسة، بهدف تنمية المهارات و تعديل السلوك، وهذه الأنشطة تكون اختيارية أي أن المشاركة الفاعلة للطالب غير إلزامية.
وتتنوع الأنشطة الطلابية، فهناك الأنشطة الصفية التي يختص بها طلاب صف تعليمي محدد بحيث تناسب قدراتهم وميولهم، والأنشطة اللاصفية التي يشارك فيها طلاب من صفوف متباينة، وقد يؤدي الطالب النشاط داخل المدرسة أو يكلف بأدائه خارجها، وهناك النشاط الفردي الذي يؤديه الطالب بمفرده، والنشاط الجماعي الذي يتشارك فيه مجموعة من الطلاب.
وللأنشطة الطلابية أهمية كبرى في العملية التعليمية، حيث يمكن من خلالها الكشف عن موهبة أو مهارة لدى الطالب، فيمكن للمعلم الوقوف عليها وتنميتها، وقد يكون النشاط فرديّاً فيعمل على تنمية روح المسؤولية لديه من خلال اعتماده على ذاته في مواجهة المواقف التي تستجد له، وقد يكون جماعيّاً يساعده على الاندماج مع الآخر وتنمية روح العمل الجماعي، كما أن النشاط وسيلة مهمة من وسائل تبسيط المعرفة وتيسير اكتسابها لدى الطالب.
ونواتج التعلم هي ما يعرفه الطالب أو من المفترض أن يعرفه أو يكون قادراً على أدائه بعد دراسة المقرر الدراسي على وجه العموم أو أداء نشاط معين أو محدد على وجه الخصوص، أي أن نواتج التعلم هي المعرفة أو السلوك المستهدف في العملية التعليمية.
ومن هنا تتجلى العلاقة العضوية بين الأنشطة التعليمية ونواتج التعلم؛ فالأنشطة التعليمية تساعد على تحقيق نواتج التعلم وتعزيزها، حيث إن الممارسة النشاطية من قبل المتعلم ترسخ لديه المعلومة وتساعد على تغيير سلوكه، وتنمي مهاراته وتفكيره وتكشف عن ميوله ومواهبه ومن ثم توظيفها واستثمارها وتنميتها.
وفي المقابل فإن نواتج التعلم تؤثر في اختيار الأنشطة المناسبة من حيث نوعيتها وكميتها، وتكشف عن استراتيجيات التدريس المناسبة للعملية التعليمية، وقد تكشف عن عيوب في مقرر دراسي ومن ثم تطويره أو تغييره بما يحقق الهدف المنشود منه.
ولأن النشاط واحد من ضمن مفردات محتوى المنهج المعزز لنواتج التعلم فإنه يجب مراعاة أن تتسم برامج الأنشطة بعدد من الأمور المهمة حتى تؤتي ثمارها المحددة والمأمولة، وفي سبيل تحقيق ذلك يجب أن تكون البرامج واضحة الأهداف، ويمكن تقويمها وتحديد أساليب وآليات تنفيذها، كما ينبغي تحديد المختصين بالإشراف على الأنشطة، مع مراعاة تنويعها بما يناسب ميول كل طالب وفئته الصفية والعمرية، ولا بد أن تكون برامج الأنشطة التعليمية مثيرة ومشوقة بالنسبة للطلاب بحيث يقبلون عليها طواعية بانجذاب كامل، وبهذا تحقق الأنشطة هدفها في تعزيز نواتج التعلم، فكلما راعت الأنشطة الطلابية المعايير سابقة الذكر أدت إلى نواتج تعلم مجدية وقابلة للقياس والفهم وسليمة من التكرار، كما أنها تركز على سلوك الطالب بعد أداء النشاط.
بقي أن نشير إلى أن النشاط المدرسي أضحى الآن ركناً أساسيّاً من أركان العملية التعليمية، لا يمكن تهميشه أو تجاهله من قبل القائمين على العملية التعليمية، خصوصاً مع الثورة التعليمية والتطور الكبير، فلم يعد دور المعلم محصوراً في الفصل، بل أصبح لزاماً على المدرسة أن تتابع التلميذ خارج الفصل وداخله، وتراقب مهاراته وتعمل على تنميتها ومتابعتها، فقد انصهرت الحدود الآن داخل المؤسسات التعليمية وخارجها وأصبحت المؤسسة التعليمية تشبه المؤسسة الاجتماعية، يقع عليها دور محوري وكبير في تهيئة الفرص لتحقيق النمو الشامل للطالب وإعداده للمواطنة الصالحة.
بقلم الكاتب : سليمان اللحياني