ركبت قطار الساعة العاشرة مساءً كعادتي بعد عناءٍ كبيرا
محملاً بالمآسي والهموم ،
جلست على مقعدٍ بجانبه نافذة مفتوحة
فإذا بإمرأة جميلة يبدو الحزن على وجهها،
والدمع يسقط من عينيها.
فتحركت خصلات شعرها من تيار الهواء ..
فإذا بوشاحها طائرٌ أمامي فأمسكت به،
فابتسمت ومن ثم أعتذرت فباردتها قائلاً :
أرجو أن تدعي إبتسامتك ثابتة لا تدعيها تهرب مع هبوب الريح.
فضحكت فجأة وبكت،
ثم عم هدوء بسيط..
فقالت : حبي وحلمي اندثر وأختفى
والأمل أنهزم وانمحا
وجرح قلبي أنتثر مدىً .
فرددت قائلاً : بعزيمتك وإصرارك سوف يدور
قِفي شامخة وأرتقي فوق الصخور
وإبتسمي ولا تكتبي اليأس بين السطور ،
فردت قائلةً : الحزن قيّدَ أضلعي
لم يبقَ حبيب معي ولم يصل همسه إلى مسمعي..
فأجبتها.. إعزفي لحناً شجياً وانظري إلى القمر الجميل وتراقصي طرباً
وامشي إلى الدرب الوسيع
وأغلقي كل أبواب الهموم و البكاء والعويل..
واستبدليها بإبتسامتكِ الجميلة..
فأجابتني : الحديث معك فيه راحة
لأنه قد قاد حبي إلى الأمان ويشعرني
أن إتصالًاً سيأتِ وقد آن الآوان
ويسعدني أن فرحة ستحل بي وقد تزيد الحنان ..
بـقلم | فاطــمة ناصـر