الصداقة الخالصة نهر من الروعة والعاطفة والعطاء..!
الصداقة بمفهومها الإنساني الجميل مساحة من الأشجار اليانعة ذات الكثافة الخضراء التي تقيك حرارة الشمس وقت الظهيرة، وتقيك تقلبات الحياة وغدرها ومشكلاتها وبطشها..!
الصداقة هي تلك العاطفة الجياشة الخالية من الأنانية وحب الذات..! لأن الصداقة عطاء وتضحية وإيثار ونبل وكرم وصدق وبذل دون حدود.. ودون انتظار النتيجة..!
الصداقة جاءت من الصدق، والصديق صدوق مخلص تجده عندما تلمُّ بك مشكلة أو ضائقة أو عاصفة من عواصف الحياة، فتجد الشهامة والاستعداد للعطاء.. وتجد المبادرة والمشورة الجيدة والنصيحة السديدة والرأي الحكيم، بعيداً عن التردد والانسحاب والمصالح الذاتية..!
الصداقة مرتبطة بذلك الصديق الذي تأنس في الجلوس إليه وتسعد عند مشاهدته.
ومشكلة الزملاء أنهم كثيرون، ولكن قلة قليلة من يصل إلى مستوى الصديق..!
ومشكلة بعضهم أنه يتوهم أنه صديقك وهو لم يبذل ولم يصدر منه السلوك الذي يرتقي لهذا المفهوم المتفاني الجميل، لهذا تسقطه من عينك؛ لأنه لم يتخلص من محيط أنانيته وحبه لذاته وتمحوره حول نفسه..! ولهذا تجده وحيداً منتكساً لا أحد يثق به، ولا أحد يقف معه، عندما يكون في حاجة الآخرين..!
كن صديقي.. أستمع إلى همومك وأحاديثك ومعاناتك..!
وكن صديقي تستمع إلى همومي وأحاديثي ومعاناتي..!
كن صديقي.. لأني من الصعوبة أن أجد من أكاشفه وأتباسط معه وأحفظ هذه الصداقة وأبعدها عن المصالح، وقدِّر تضحيتي ووقتي ومتطلباتي، وسوف أكون صديقاً أضحي من أجل هذه الصداقة، وأقدر وقتك ومتطلباتك..!
كن صديقي، فالصديق الوفي ليس من المستحيلات، وفي هذه الدنيا خير، ولكن صدمنا كثيراً بأشخاص يدّعون صداقتنا، ولكنهم عند الملمات والمواقف تجدهم أبعد ما يكونون عن الصداقة..!!
أخيراً حافظ على صديقك، فالصداقة في هذه الأيام نادرة.
بقلم
د.سعود بن صالح المصيبيح
رئيس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري