--------------
قَـسماً بِـمن أجرى الرِّياحَ لواقِحاً
وقـضـى جــزاء الـمـحسنين ثـوابـاً
وبِـمَنْ تـعالىٰ فوقَ عرْشٍ واسْتَوى
ويـــرىٰ ويـسـمـع واشـيـاً مُـغـتاباً
إنِّـــي بِـحُـبِّـكَ مـوطِـنِي ولِــهٌ ومَــا
فِـي الـكونِ مِـثلكَ يسْكُنُ الأَهدابا
قَـلـبِي الــذي حـذَّرتُـه داء الـهَـوى
إلا هـــواءكَ .. أحـتـسـيهِ رُضـابـا
لـو قـلتُ أَنِّـي فـي وصـالِكَ أرْتَوِي
أصْـبَحْتُ فـي عُرف الهوىٰ مُرتاباً
فِـــيْ كـــلِّ يــومٍ أشـتـهيكَ كـأنَّـما
أنــــتَ الـشَـهـيـقُ لــفـارسٍ وثَّــابـاً
فـي كُـلِّ شِـبرٍ منكَ سِرُّ سَعادتي
صِــــبٌّ رمــــاهُ حـبـيـبُهُ وأصــابـا
أطـلقتُ فـي كُـلِّ الـبُّحور مـراكِبي
والـعـيـرَ فــي بـيـدِ الـنـفودِ ركـابـاً
والـطّـيرُ تـلقى فـي ربـوعِك مـأمناً
وتــعـودُ نــحْـوَكَ تــرتـوي أسْــرابـاً
مـــن كُـــلِّ نـاحِـيـةٍ نـــراكَ كـأنَّـما
فـجـرٌ أطَــلَّ عـلـى الـنَّدى وأَجـابا
تِـلـكَ الـريـاضُ رمـالـها وهـضابها
أضــحـت بــروجـاً أَذهَـلـت ألـبـاباً
وبــمَـكَّـةٍ عــانَـقـتُ أطْــهــرَ بُـقـعـةٍ
وخَـلـعتُ عَــنْ وزرٍ مـضَـى أَثـواباً
وســنـا الـمـدينةِ قَـلـبُ كــلّ مُـوحِّـدٍ
لـــبَّــى نـــــداءَ مــحـمّـدٍ وأَجــابــا
هــي مــأرِزٌ لـلـعِلمِ وجـهـةُ طـالـبٍ
بـالـحقِّ حـاشـا أن يـضِلَّ صـواباً
وإلـى وريـدِ الـبحر، شامةَ حُسنِهِ
إِنِّــي .. بِـجـدَّةَ أنـتـشِي إعـجاباً
وبـــوردِ طـائِـفِـهِ أُعَــطِّـرُ مُـهـجَتِي
أوصــــدتُّ دونَ فــراقِــهِ الأبــوابــاَ
والـنَّخل بـالأحساءِ مالَ بها الجَنا
غــيــداءُ مــالــت أثــقـلـتْ أَتــرابـاً
وشـمـالُـهُ بــيـتُ الـمـكـارمِ والـقِـرىٰ
مــن مـثـل حـائـل أَنـجبت أَطـياباً
جــازانُ يـا لـغةَ الـقصيدِ وحُـسنه
مــجـدٌ يــلـوحُ ويـحـصُـدُ الألـقـابا
والـغـيـمُ فــي أبـهـا يـحُـطُّ رحـالـهُ
مـاضَـرَّ وجــهَ الـحُـسنِ غِــرٌّ عـابا
نَـجرانُ نَـجْمٌ مـن لـظَىٰ أُخـدُودِها
مَــجـدٌ تَــحـدَّرَ يُـسْـكُنُ الأصـلابـا
أتــبـوكُ يـــا تـلـكَ الـقـلاع يـحُـفُّها
بـحـرٌ عُـبـابٌ، يُـطـرِبُ الأصـحـابا
لـهْفِي إذا جُـرَّت خُـطىًٰ لقصيمها
عِــشــقٌ عــتـيـقٌ لــلـفـؤادِ أذابــــا
هيهاتَ أُحصِي بالقصائدِ موطِني
هـــو جَـنَّـةُ الـدُّنـيا حــوَت أعـنـابا
تاللهِّ لـم نَـبخَلْ إذا الـجارُ انـتخىٰ
أشــطـانَ جــودٍ جــاوزتْ أحـقـابا
لا غَـرْوَ إِنَّـا مـن رمـىٰ نَـحْرَ العِدا
حُــكْــمٌ أقــــامَ لـمـوطِـنـي أعْـتـابـا
وأقـامَ حـيَّ على الصَّلاةِ ولم يزَل
يَـبـنِـي الـمـساجدَ طَـهَّـرَ الـمـحرابَ
والـعـدْل أُرخِـيىَ والأمـانُ سـحابةٌ
والـسَّـيفُ يَـحْـمي أنـفُـساً ورقـابا
وابـنُ الـخيانَةِ إنْ يحِدْ شِبْراً يَجِدْ
حَــزْمـاً يُــذيـقُ الـمُـرجِـفِينَ عــذابـاً
بـالـدِّيـنِ والـتَّـوحـيدِ قــامَـت دولــةٌ
سُــحْـقـاً لــقــومٍ تَــرفَــعُ الأَذنــابـا
شَـتَّـانَ بـيـنَ مُـوحِّـدٍ تَـبِـعَ الـهُـدَىٰ
ومُــشَــتَّــتٍ يَــتَـسَـلَّـقُ الأحـــزابــا
مــن كـانَ يـزعُمُ أنّ عـزمك يـنثني
ظـمـآن يـطردُ فـي الـبقاعِ سـراباً
أحمد بن علي العبدلي