كثيرا ما كنا نسمع عن مصطلح الغزو الفكري والتحذير من حرب الأفكار القادمة وانا شخصياً أول مرة اسمع هذه العبارة كانت قبل ثلاثة عقود وكنت حينها صغيرا ولا أميز ابعاد الجملة ودلالاتها وكالعادة حين لا نفهم عبارة ما نكون امام امرين اما تهميش العبارة والتقليل من أهميتها والتهكم على قائلها او وضعها في السياق المحبب لمخيلتنا وجعلها تدور في فلك نظرية المؤامرة وقبل الاستطراد في الموضوع
دعونا نتعرف على معنى العنوان ونعتبرها مقدمة لموضوعنا اليوم وقبل الدخول في المضمون.
الادلجة وهي من الايديولوجيا (باليوناناية القديمة: ἰδέα إيديا، «فكرة»، وλόγος لوغوس، «علم، خطاب»؛ بالعربية: (الأدلوجة، العقيدة الفكرية) تناولت تعريفات عديدة جانبًا أو أكثر من جوانب هذا المصطلح، بوصفه مفهومًا حديثًا، إلا أن التعريف الأكثر تكاملًا يحدد الأيديولوجيا بأنها "النسق الكلي لـلأفكار و المعتقدات و الاتجاهات العامة وهناك في الواقع عدة تعريفات إلى مصطلح الأيديولوجيا والذي يعني في معناه المباشر (علم الأفكار) حيث إنها تنقسم إلى كلمة Idea وكلمة ology أي علم …
– Idiologies كلمة انجليزية معناها الحرفي "عقائد"،
وتعريفها بالانجليزية: منظومة التصورات والاعتقادات والنظريات
التي تبنى عليها حياة الأفراد والمجتمعات
فهي ناتج عملية تكوين نسق فكري عام يفسر الطبيعة والمجتمع والفرد، ويحدد موقف فكري معين يربط الأفكار في مختلف الميادين الفكرية والسياسية والأخلاقية والفلسفية.... وبمناسبة الفلسفة سأبتعد عن الفلسفة وسأكتفي بهذا القدر من التعريف
والدبلجة
هو مصطلح
دبلجة (بالفرنسية: Doublage) مصطلح تلفزيوني يُستخدم عند القيام بتركيب أداء صوتي بديل للنص الأصلي بلغة أخرى لإنتاجات تلفزيونية كالمسلسلات والأفلام والأفلام الوثائقية والرسوم المُتحركة. والكلمة أصلها فرنسي من كلمة «دوبلاج». والكلمة التي بدأ استخدامها بتسارع الآن وعندما نقول كلمة الفيلم المدبلج ذلك عوضًا عن قول الفيلم المعرّب، ولكن هذه الكلمة لا تصلح إن كانت عملية الدبلجة تستخدم لإضافة لغات أخرى..
وبعد أن عرفنا معنى الكلمة نبدأ
في الثلث الاخير من القرن الماضي وبعد ان اُنهك العالم من الحروب العالمية وتداعياتها والارقام المليونية لأعداد الضحايا كان لزاماً على اصحاب القرار تغير قواعد الحرب التقليدية والتي كانت تعتمد على الاشتباك المباشر او الحرب بالوكالة
وبدأ يظهر على السطح مطلحات جديدة في ذلك الزمن مثل الحرب الباردة وهي عملة بوجهين الاول سلاح الابتسامة الفتاك و الظاهر من خلال الدبلوماسية و الآخر اقذر انواع الحروب من خلف الكواليس كالاغتيالات وحرب العصابات واضعاف الخصم بكل الوسائل المشروعة والغير مشروعة.. وتغيرت قواعد الحروب بشكل نوعي.. اي دخول اسلحة نوعية تهتم بهزيمة الخصم وسحقة دون اراقة قطرة دم (طبعاً الشيطان يقف هنا ويرفع القبعة لشياطين الإنس) كيف دون قطرة دم ودون مواجهة؟؟ فكانت فكرة حرب العقيدة وليس بالضرورة حرب دينية المهم كل ما هو معتقد ومن هنا بدأت حرب القوة الناعمة والمتمثلة في الإعلام وكذلك الغزو الفكري وهذا ما يهمنا في هذا المقال فبدأ الغزو الفكري وانتشارة في ثمانينات القرن الماضي وطبعا بالنسبة للدول النامية او دول العالم الثالث كانت الأرضية خصبة والمناخ جدا مناسب لأن اغلب الدول العربية كانت تعيش حالة من الانفتاح كما كان في مصر وحالة من الطفرة كما كان الوضع في الخليج.. وكانت افضل طريقة لتمرير او تأصيل او تغير الفكر والأفكار عن طريق دبلجة بعض الاعمال التلفزيونية والوثائقية والدرامية وتعريبها لنتمكن من مشاهدتها وهنا بيت القصيد
وعلى سبيل المثال لا الحصر.. قاموا بدبلجة اعمال كثيرة جدا منها ماهو مميز جدا ومنها ما كان بطريقة (دس السم بالعسل) ومثال ذلك جعل المشاهد يتعاطف مع المجرم القاتل من خلال الدراما المحبوكة وكذلك التعاطف الدائم مع الشرير وكسر قاعدة ان الخير لابد ان ينتصر وان طال الأمد وكذلك الحال للأسرة وتعلقها بمسلسل مكسيكي من 200 حلقة فيها ما فيها من تشرذم وانحلال ولم ينسوا فلذات اكبادنا فصنعوا لنا افلام كرتون فيها من التنمر والهمز واللمز والتعاطف مع كل ما هو قبيح...وبالنسبة للشباب كان العزف على وتر الحرية ولكن بمفهوم الغرب
وفي تلك الايام كان المسؤول يحاول جاهدا حمايتنا من خلال (مقص الرقيب) الذي لم نرضى عنه يوما واليوم نقولها بملئ افواهنا نحن اسفون.. لم نعرف مقدار تعبكم.. لذلك كان ولا زال وسيضل الغزو الفكري حرب مستعرة من خلال الدبلجة وجسر الوصول للادلجة
بقلم
أ. حسن بن صعب