اخرج قليلًا
أو اخرجي
من دفاتر هجرتي
يكفيك أنكِ من سرقتِ فرحتي
وسرقتِ
أيام الشباب
وبقيت خلف السوسبان
بين انعكاسات الزمان
وفي تفاصيل المكان
تسقينني مُر الهوان
وطويتِ
أفراحي وأحلامي
وأنت تسير في وضح النهار
خلف امتداداتِ المسافةِ والنهايةِ والقفار
وشكوتني
وأنا المصاب
وأذقتني من كلِ أصناف العذاب
اخرج قليلًا
من دمي دعني
أغردُ صادحًا نحو الضياء
وأردد الألحان والأنغام في عشقِ السماء
وأصور الآهات
أرسمها على صدر الغمامة
وأترجم الأشواق
للحبِ المحلق كالحمامة
دعني
أهيم بذا الوادي
وأسرح في التلال
متلحفًا ثوب الحقيقة
والطبيعة والخيال
في مهجةِ الشمسِ البهيةِ
والسواقي والتلال
ما بين أنفاسِ الزهور
وفِي عناقيدِ الظلال
دعني
مللتُ من الغياب
ومن تلك الفجاجِ الدامسة
ومن أناشيد الظلام البائسة
من عشبة الحنظل وأخرى يابسة
يا لعبة
الأمس القديم
ويا تناهيدَ الصباح
يا لهفةَ الحبِ الأنيق في مساحات الجراح
اخرج قليلًا
من شراييني ومن نوري
ودربي والأنا
وابعد قليلًا عن حنيني عن ترانيمي
تراتيلي وأشجان المكان
دعني أهيم الليل أسكن في الزمان
في واحتي الخضراء في عمق الفضية
حيث الأمل، والرمل، والروح الزكية
دعني أغيب أهيم في نور الصباح
وأردد الألحان أغدو كالرياح
بين انثناءات السهول، وفِي الجبال
وأترجم الأنغام أشدو للجمال
حيث النداءات البعيدة في الخيال
فالليل طال
والدمعُ سال
ولا كلام ولا مقال
بيني وبينكِ ضاعت إجابات السؤال
ضاعت إجابات السؤال....
بقلم
د / علي بن مفرح الشعواني