كثرت الصدامات بين المتصارعين
كل شخص يبحث عن قضية ليتبناها حتى وإن كان يجهل معناها وتفاصيلها الدقيقة وخطوطها العريضة
اصبح المجتمع يحمل عداء غريب وشراسة عجيبة وفكر مريب
مع تنوع الصدامات بين المعسكرين وكثرة القيل والقال
نتجت لنا فئة مدافعة وفئة مهاجمة في كل خلاف
من المفترض ان يتدرج هذا الصدام بين نقاش وحوار ثم إختلاف ثم تدهوره ووصوله لمستنقع الخلاف
إلا ان هذه الفئات المتصارعة اختصرت الطريق وذهبت للمربع الأخير وباتت تعيش في خلاف غير محدود المعالم
لا يملك اطرافه غير الهجوم الدائم والعنجهية في محاولة فرض الرأي
على طريقة إن لم تكن معي فانت ضدي
وكأن الخيارات إنعدمت وباتت جميع الخانات مغلقة
لن ادخل في جدلية النقاب والحجاب وماهي الأدلة التي تدعم هذا المعسكر او ذاك
انا هنا لإثارة فن التعامل مع الإختلافات مهما كانت
ولكن ما يثير إنسانيتي هو ما اراه من المعسكرين
نشاهد في مواقع التواصل هذا الجنون في الإسقاطات والقذف والتهكم والتندر
دعوني اوجه كلامي في البداية لمعسكر المتمسكين بالنقاب والذين يرون فيه حصن للمرأة وعفة لها وان الدين امرهم بالنصح والتواصي بالحق
يجب ان يعي هذا المعسكر ان النصح له قوانين وشروط واركان يجب توخيها
من اهم تلك الأركان في النصح
اللين وتوجيه النصح بشكل فردي وعدم محاولة فرض الرأي من هذا الطرف
ما نراه من الأغلب امر مخالف للدين وسماحته
كلما ظهرت إمرأة غير منقبة بمواقع التواصل او في الحياة الواقعية تجد اغلب المنتمين لمعسكر النقاب يقذفون بشكل مريب
ويكيلون الشتائم لهذه المرأة الغير منقبة ولأهلها ويتهمونها بابشع التهم التي لا تليق بشخص مسلم ان يطلقها
ربما يرتكبون ذنب اعظم من الذنب الذي ارتكبته المرأة الخالعة لنقابها بوجهة نظرهم
فمن يقذف إمرأة محصنة وقع في السبع الموبقات
المعسكر الثاني وهم من اسقطوا النقاب عن وجوههم
لماذا كل هذا التبني لفكر التندر والتهكم للمعسكر الآخر
كنا في السابق نسمعكم ان الإنسان سيحاسبه الله وحده
والحرية لكل إنسان فيما يراه صحيح
وان الجميع يجب ان يحترم رأي الآخر
لنعيش في مجتمع راقي ويحترم بعضه البعض
كل ذلك الكلام الذي شنفوا اذاننا به وتلك الأفكار الوردية تحول بعد ان تمكنتم مما تريدون لسوداوية وعداء ووحشية في الطرح
لن اعمم كلامي على الجميع ولكن ما نراه الان يرتقي لمرتبة الظاهرة
إستخفاف بالمنقبات ودعوات لإسقاط النقاب ومحاولة لإقتلاع ذلك الموروث الراسخ عند اغلب العوائل السعودية والمسلمة
وكأنكم تحملون اجندة ممنهجة لإسقاط النقاب عن الطرف الآخر
ما نراه كمحايدين دون تبنينا لأي وجهة نظر يجعلنا نعتقد جازمين ان هناك اجندة من جهات لا نعلمها ولا تعلمونها انتم تريد جعل النقاب من حكايات الف ليلة وليلة
يحكي عنها الجيل المقبل للأجيال التي تليها
لماذا لا تبدون الإحترام وتكفون السنتكم عنهم
دون اي تندر وتهكم وإستنقاص من المرأة المنقبة!
فعلاً يجب ان نرتقي بفكرنا حتى نكف شرورنا عن بعضنا
نحن مجتمع متعلم ومثقف ولديه قيادة تؤمن بالحريات
فلماذا لا نتبع نهج قادتنا ونسلك طريق الوسطية
ونحترم إختلافنا باللبس والمظهر اللائق والذي يحتفظ بالحدود التي تبقينا كرام دون تسطيح للطرف الآخر
المسائل الدينية لها اهلها وما اختلف فيه الأغلب يجب ان لا يخرج عن دائرة الإختلاف الفكري
دخولنا في نقاشات بيزنطية تجعلنا نتجه لدائرة الخطأ التي إن دخلناها لن نجد فيها مخرج منها
إحترام الناس واجب يجب ان يسود
وللجاهلية يجب ان لا نعود
حتى يعم السلام في الوجود
بقلم فيصل السفياني