قال أحدهم : "عندما تركب القطار الخطأ، حاول تنزل في أول محطة كلما زادت المسافة، زادت تكلفة العودة "
عرف من أساطير الأولين أن أعرابي غادر القرية التي عاش بها منذو نعومة أطافره إلى قرية مجاورة ليعمل فيها بالتجارة فكانت فرصة ليتعامل مع الناس بمختلف أطيافهم، وبعد مضي فترة وجيزة تيقن " أن الغش وعدم الأمانة قاعدة ثابتة في التعامل عندهم " وكان مخير بين إمرين:
1_الخشية من الله
2_ أو يلعب شطرنج ويركب الصعب ويعمل بالمثل حتى ينال رضاهم ويتجنب سخطهم المتكرر عليه، فالنظرة في أذهانهم أنه فرد مختلف الحديث والتعامل لأنه يتحلى بضمير حي ويعتبر عملة نادرة بينهم.
سعى الأعرابي بكل السبل بمخاطبة العقل والمنطق فيهم بين الحين والآخر عند ظهور نبرات السخط وبالذات خلال مشاهداتهم إياه، يعمل كشمعة تحترق لتضئ طريق الناس.
فعندما بلغ السيل الزبى ذهب الأعرابي ليخبر شيخ القرية بكل شفافية بما يحدث رغبة في " إعطاء كل ذي حق حقه " فكانت المفاجئة التي يندى لها الجبين أن شيخ القرية ذاع الخبر بين أوساط الناس، في طياته عبارات تحذير،منه، مع إعطاء الضوء الأخضر رخصة وإستمارة ، بدأ الأعرابي يشعر بهممسات حوليه فلم يبالي كما يقال: لايقطع الراس إلا من ركبها.
وفي ذات السياق :
وبعد فترة وجيزة حدث أمر مماثل دفع الأعرابي بالتحدث مع (خ) الذي يتصرف بما تهوى نفسه " نصيحة" لايرجو بها إلا ابتغاء مرضاة الله لم يتأخر (خ) في رفع سلاح الباطل والتأمر عليه حتى أصبح الحق مقتول في المهد بكثرة المنافقين الذين صنعهم (خ) بمكر ودهاء بعد إتقان فن التمثيل والتأليف والإخراج ضد الأعرابي
فهم " قوم يلبسون الحق بالباطل" وفي هذا السياق
قال: علي الطنطاوي رحمه الله
" عندما تظلم .. ستظلم
وعندما تكذب...... سيكذب عليك
وعندما تخون....... ستخان
إفعل الآن ماتحب أن يفعل بك غدآ.
" رحمة الله " به نورت بصيرته من مكيدة قد يتضرر بها بين عشية وضحاها
كم عاش الأعرابي لحظات هواجيس تحمل في طياتها علامات استفهام؟ وتعجب؟
من مرض العدوانية الذي تعاملوا به فكان يسأل نفسه مرارآ وتكرارآ مالذنب الذي أقترفته؟
فيتبلور في الذهن ان الجراءة التي حدثت عبارة عن حلقة مفقودة ربما تجدها يومآ ما في عرض الطريق. لقد نجح (خ) واستطاع العبور من قطار المحاسبة الدنيوية
وبعد فترة وجيزة عرف السبب ووجد الحلقة المفقودة على طبق من الذهب رسمت البسمة على الشفاه ورقص القلب طربآ لقد وجد الجواب والبلسم الشافي بما يدور في خاطره
فقد عرف الأعرابي ان شيخ القرية ومن تسلط عليه (خ) "من الذين يوقدون النار التحرق من حوليهم ثم تطفئ وينثرون الرماد بالأعين ضاربين بالعرف خلف الحائط.
فقال الأعرابي حكمة خلدت عبر التاريخ " من آمن العقوبة اساء الأدب " انهم قوم يصلون لغايتهم بكسر القيم الإنسانية وطعن كرامة الإنسان، رغم عن الأنوف
القوة التي يتمثلون بها مبنية على البيئة المكتسبة " الحكم على الآخرين من وكالة قالوا" نحو هذا السياق يقول الروائي ماركيز : "إذا كان لديك عينان فلماذا ترى الناس بأذنيك، عامل الناس بما ترى منهم "
كما قال احدهم :" ان الجرح الذي لا يندمل حسن النوايا عند اللئيم" "وعند طلب شراع إنقاذ السفينة من الركبان فيرمي بك في قاع البحر حال يعتصر منه القلب ألمآ".
آخر سطر :
قال حكيم :
بحسن النوايا قد تخاطر بحياتك وتدفع ثمن فاتورة لم نشتري بها والثمن أعصابك ووقتك. فلا تقدم نصيحة الا لمن يتصفون بالأمانة حتى لاتجد حكمآ مؤبدآ بجملة مختصرة انك فرد غير مناسب.
الكاتبة : إلهام عوض الشهراني