بقلم:
عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي

يبكي قلب الرجل عندما تموت مشاعر مَن تحب، مَن تبحث عنه بعينك فتجده بعيدا عنك، قد لـُـغيت من عالمه ومن حياته ومن تفكيره، وأصبحت بالنسبة له ذكرى، تحاول أن تجمع أفكارك وتصدق، قد تكابر في داخلك، وتتصنع أنك بعته مثل ما باع حبك الغالي، ولكن الحقيقة غير ذلك، حبه باق ولم ينته، تتصنع، تتجاهله، ولكنك تبحث عنه أينما كنت موجودا.

إذاً عادةً لا يبكي الرجل أمام أحد، ولا يذرف الدموع وحيداً، حتى أنه لا يدمع لكن هناك شيئاً في داخله سيكون أشد ألماً وقسوةً من دموع العين؟ إنها دموع القلب، فليس البكاء ضعفاً كما يدعي الكثيرون، بل تعبيرٌ عن مشاعر الحزن الشديد والأسى، مع ذلك يبقى لبكاء الرجل خصوصية مختلفة تماماً عن بكاء المرأة، فدموعه لا تنزل في كل الأوقات إلا في حالات معينة وتستحق ذلك، وفي حال نزولها فهي لا تعبّر إلا عن مشاعر صادقة نابعة من القلب.

إذا نظرنا من حولنا لوجدنا أن كل الكائنات الحيّة تبكي، فالرجل إذاً ليس معصوماً عن البكاء، دموعه مؤثّرة وصادقة، وليس دليل ضعف، هو لا يبكي إلا عندما يكون الأمر فعلاً يستحق البكاء…فيبكي الرجل عندما يفقد إنساناً عزيزاً لديه، أوعندما يغيب عنه الفرح، عندما يشعر بألم الحب،أوبمرض زوجته ومن باب العشرة يبكي عليها بأن الله يخفف ماأصابها أوعندما يحب…يبكي الرجل لأن له قلباً وروحاً وأحاسيس.

وأخيراً في الحقيقة قد يقال أن الدموع للرجال والنساء وأنها ظاهرة إنسانية، تكون إيجابية عندما تتساقط في أوقاتها المناسبة وتكون غير ضرورية ويجب أن تتوقف عندما تذرف في غير موضعها، سواء ذرفها الرجال أم النساء.

إذاً أن الرجل بحكم فطرته يتحمل ما لا تطيق المرأة احتماله فلا تظهر دموعه إلا في أصعب المواقف فإذا رأيت دمعة الرجل فمعنى ذلك انه وصل إلى قمة الحزن واليأس، وهي اصدق بكثير من دموع النساء،

*همسة*

نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة

فكيف أبكي على شيء إذا ذهبا