عَبِّري عن مشاعرك وأخرجي الزفرةَ المتغطرسة، أعرف أنكِ تحبين ولكنك تتكبرين، نظرتُ في عينيها ولم أبح لها بشيء مما أضمرته ، لم أقل لها يبدو أنك متغطرسة أو متكبرة، نطقت وقالت : هل أعجبتك عيناي الواسعتان، صراحة صدمتني بكلامها وتجرأت بأن أقول لها شيئًا ما قلته من قبل ، قلتُ لها كدتُ أن أغرق في مكاني من بحر عينيك، أطلقتْ تنهيدة مغرورة، عادت إلى طبيعتها وندمتُ على مديحها، سرعان ما عادت لتعتذر، أغمضتْ عينيها كي لا أجدد خطئي معها ولا أسبح من بعيد في محيط غرورها، شعرتُ أنني أشبه بكائن بحري صغير يريد أن يسبح في أعماقَ لا طاقةَ له بها، سألتني عن آخر مرة أحببتُ فيها فلم أجب، طبيعتي البائسة لا تشجع على الحب ولا تحفزه داخلي، وفي داخلي شعور جديد يدفعني لخوض تجربة منسية في داخلي، لقد كبرتُ في العمر، ولستُ بحاجة إلى مجاديف حب لا يستطيع جسدي المنهكُ الإمساكَ بها والإبحار، زفرتْ هذه المرة بغرورٍ وفي قرارة نفسها أن تترك مكانًا فيه هذا الصامت البائس ، جلستُ على المكان الذي تركته وعيناي ترقبان خطواتها نحو جهةٍ لا أعلم وجهتها أيضًا، التقتْ في الطريق بالذي كانت تنتظره في المكان الذي التقينا فيه، أشارت نحوي ولم أفهم ما نطقت به شفتاها، كل الذي رأيته تلاطم عينيها الواسعتين كبحر هائج ، ظلا يبتسمان في منتصف الطريق وانطلقا يكملانه، التفتُّ إلى الخلف أتلمس بداية الطريق، فتشتُ عن الحب الذي سألتني عنه فلم أجد غير سؤالها، ليتها لم تسألني، لم أكن أعلم أنها تجرِّبُ وميضَ عينيها وبحَّةَ صوتها كي تقتنصَ لحظتها المنتظرة مع آخر.