تتجسد هذه الفترة الصعيبة بمقولة ( تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين ) وهذا المبدأ مستمر منذ خلق البشر حيث أن حرية العقل والفكر داخل الإنسان هي عطاء من رب العباد يتعامل بها الإنسان بصورة واضحة محافظا على حرية الآخرين مقابل مطالبته بحريته والتي لابد أن تتفق مع المجتمع الذي يعيش بتعليمات دينية أو تعليمات قانونية حين حصول متغيرات سريعة تهدد حياة المجتمع .
هذه المقولة موجودة وقد توفرت في حياتك اليومية دون أن تلتفت لها حيث انها باتت من الامور العادية دون معرفة البعض ، في الطائرة تجد ذراع المقعد فاصلا بينك وبين من يجلس جوارك وكأنه يخبرك بمساحة حريتك ، مسارات الطرق تجد طريقا للذهاب وآخر للعودة فهذه حريتك وسلامتك بالسير مع الإلتزام بالمسار والسرعة المحددة ، نوعية اللبس المحتشم الذي ترتديه هو من حريتك دون أن تخدش مشاعر الآخرين وتهمل الذوق العام بلبس لا يليق ان تظهر به وسط المجتمع ، والكثير غيرها مما يعطيك الحرية دون أن تؤذي بها الآخرين شكلا ومعنويا ، وحتى في منزلك لن تستطيع أن تجلس وانت بدون ملابس حياءا من اطفالك ومن يعيش معك ، وتلك حرية آخرين .
لم ولن تحصل على حرية مطلقة وانت وسط المجتمع سواء بالفعل او القول أو اللفظ مع الاخذ بالإعتبار أن لكل فعل ردة فعل تحكمه القوانين بما تعارف عليه الدين والمجتمع بكل فئاته ، فالدولة وضعت كل إمكانياتها للوقوف ضد مرض الكورونا بالجهد المعنوي والتثقيف صرف المبالغ الكبيرة التي لم تقم به حتى الدول الإسكندنافيه ، وعندما طلبت القيادة البقاء في المنازل ، لم يكن فقط بسبب حمايتك لوحدك وانت المستهتر بحياتك بكسر القوانين ، بل كانت تعليمتها مركبة بين مسؤليتها عن حمايتك قبل علاجك ، وبالتأكيد حماية الآخرين ، وهذا يعني أن حريتك انتهت عندما بدأت حرية الآخرين في محاصرة هذا المرض سريع الإنتشار .
فإذا جهلك أو التمتع بقوة صحتك أو إعتقادك أن المرض لا يصيبك فهذا لا يعطيك الحق بالخروج للفسحة والتجوال ويتعرض المجتمع لمرض ربما تحمله دون معرفتك لأن ظهوره لا يتم الا بعد فوات الأوان من حضانتك له وانت بهذه الصحة ، وحيث انك خروجك وعدم الإلتزام بالتعليمات يعرض المجتمع لمشاكل صحيه كبيرة ، فإننا نرجو وننتظر قرارا لتوقيف هؤلاء المستهترين لمدة اربع وعشرين ساعة مع الكشف الاولي صحيا ، ونحن في هذه الأيام لابد أن نتعامل مع مبدأ ( سوء الظن من محاسن الفطن ) فالبلاد فيها من الأجانب سواء المقيمين أو اقرباء للسعوديين ومن ذويهم ، وايضا السعوديون أنفسهم ، فسيادة الدولة لها الحق بالحفاظ على شعبها والمقيمين الملتزمين بأنظمة البلاد ، لذا لابد أن نلتزم ونعرف أن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين .