أَمَدُّ إِلِى الصَّمْتِ صَوْتَ النَّحِيْبِ
وَأَرْحَلُ بَيْنَ الفَرَاغِ المُرِيْبِ
وَمِنْ عَالَمٍ مُوْحِشٍ فِيْ ارْتِيَابِيْ
أَمُرُّ إِلِى عَالَمٍ مِنْ لَهِيْبِ
أَرَى كُلَّ مَاضٍ يَلُوْحُ أَمَامِيْ
كَأَنِّيْ أُطَارِدُنِيْ فِيْ هُرُوْبِيْ
لِوٍجْهِيْ عَلَى كُلِّ بَادٍ نُدُوْبٌ
تَعُوْدُ إِلَيَّ بِوَجْهٍ كَئِيْبِ
غَرِيْبًا أَشُدُّ الوُصُوْلَ بَكَفٍّ
فَتَشْتَدُّ بُعْدًا بِكَفِّ غَرِيْبِ
وَمَا غَايَتِيْ غَيْرُ نِسْيَانِ طَيْفِيْ
فَكَيْفَ سَيُنْسَى مَدًى فِيْ الدُّرُوْبِ؟!
غِيَابِيْ حُضُوْرٌ بِثَوْبٍ قَدِيْمٍ
وَيَأْبَى الجَدِيدُ ادِّكَارَ خُطُوْبِيْ
وَمَائِيْ سَرَابٌ عَلَى حُلْمِ عُمْرِيْ
فَهَلْ مِنْ غُيُوْمٍ تُغِيْثُ جَدِيْبِيْ؟!
تَسَّرَّبْتُ بَيْنَ اللَّيَالِيْ ظَلَامًا
وَلَا نُوْرَ يَجْمَعُنِيْ مِنْ ثُقُوْبِيْ
مَتَى تَزْدَهِيْ مِنْ شَظَايَا زُجَاجِيْ
نُجُوْمٌ عَلَى أُفُقٍ يَنْتَهِيْ بِيْ؟!
سَأَحْمِلُ نَفْسِيْ إِلَى كُلِّ آتٍ
أُفْتِّقُهُ فِيْ جَمِيْعِ الغُيُوْبِ
مَعِيْ مَا مَضَى، لَمْ أَمُتْ فِيْهِ حَتَّى
أَهَابَ الفَنَاءَ بِهِ عَنْ قَرِيْبِ
فَسَلْوَةُ رُوْحِ المُغَامِرِ سَعْيٌ
إِلَى مَا يَرَاهُ عَصِيَّ الوُجُوْبِ
وَمَا لَا يُرَى لَا مَجَالَ إِلِيْهِ
سِوَى نَبْشِهِ مِنْ خَفَايَا الجُيُوْبِ
فِإِنْ لَمْ أَنَلْ مَا يُرِيدُ شَقَائِيْ
فَحَسْبِيَ أَنِّيْ بَلَغُتُ نَصِيْبِيْ
شعر
دغيثر الحكمي