فنون

رائحة الحج أقبلت… قُرب موسمٍ يزهر بالروحانية والجمال

-

بقلم : عبير بعلوشه

.
حين تهب نسمات شهر ذي الحجة، تشعر القلوب برهبةٍ وسكينةٍ لا تشبه سواها. إنها نسائم الحج، التي تهبّ من العاصمة المقدسة ، محملةً برائحة الإيمان، وممتزجة بدعاء المشتاقين، ودموع العائدين إلى ربهم بخطى الطائفين والراكعين والساجدين.

الحج ليس مجرد عبادة جسدية، بل هو رحلة روحية تعيد الإنسان إلى فطرته الأولى، حيث التجرّد من الدنيا، والوقوف على صعيد عرفات بين ملايين الحجيج، يطلبون المغفرة والرحمة وكأنهم في مشهد من مشاهد يوم القيامة، ولكن برحمة الله وفضله.

كل من لم يحجّ بعد، يشعر عند اقتراب موسم الحج بشوقٍ داخلي، وحنينٍ غريب إلى بيت الله الحرام، حتى وإن لم يزره من قبل. إنه توق الروح إلى الطهارة، والفرار إلى الله من زخم الحياة.

وفي هذا الموسم المبارك، لا يعيش الحجيج وحدهم جمال اللحظات، بل تمتدّ البركة إلى الأمة كلها في أيام عشر ذي الحجة، في التكبيرات التي تملأ المساجد، في الأضاحي التي تُسفك شكراً لله ، وفي العيد الذي يتوّج هذا الموسم بالفرح والطاعة.

الحج يذكّرنا بالمساواة، فالجميع بلباسٍ واحد، على صعيدٍ واحد، أمام ربٍّ واحد. لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لغنيّ على فقير، إلا بالتقوى. إنها أعظم مدرسة يتعلم منها الإنسان كيف يعود نقيًّا، كما ولدته أمه، بنية خالصة ، وقلبٍ مطمئن.

فيا من تهفو روحك إلى البيت العتيق، ابتهل لله أن يكتب لك حجًا قريبًا. ويا من أُتيح لك الحج هذا العام، فاعلم أنك ضيف الرحمن، فكن أهلاً لهذا الشرف العظيم


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى