ليت هذا الصراخ يتوقف ، أريد أن أنام ..
لماذا يصرخ والدي بهذه الطريقة ..
صوته هذا المساء ملىء بالحقد ..
النعاس يثقل جفني . أريد أن أنام ..
يعود صوت والدي وهو يصرخ بأمي ، ويكيل لها السباب بشكل أقوى من كل مرة
لم اعد احتمل ..
ركضت الى المطبخ بسرعة ..
كانت أمي تجلس على الأرض بعد أن ضربها والدي ضرباً مبرحاً..
لم اسمعه وهو يضربها لكن أنفها كان ينزف ..ويوجد علامات حمراء على وجنتيها
كانت منكسة الرأس دامعة العينين
أبي ينظر إليها وهو يجلس على صندوق قديم تستعمله للجلوس ..
لم يكن يُسمح لها بالجلوس على كرسي .
انهما هكذا منذ عرفت الحياة ..
دوماً هما غاضبان ..
لم استطع أن اتحدث ..
شعرت بخوف ..
جلست الى جوار أمي ولكنها وقفت وأمسكت بيدي وذهبت بي الى غرفة النوم التي أنام فيها أنا وهي .
كانت تتوسد الأرض على لحاف بني عتيق بينما تترك لي الفراش ..
كم أحبها كم احبها
كانت تبكي بحرقة بألم كما لم أرها تبكي يوماً
لم استطع أن أنام فالتصقت بظهرها وغطست في نوم يشبه الموت
عندما استفقت كانت أمي قد نظفت المنزل وكنست وغسلت الملابس وكوتها
اوووه ربما لم تنم ..
ان آلام أمي تنغرز في جوفي وتدميه
طلبت أمي أن أذهب إلى العم سعد كي أشتري لها ملحاً
وفي الطريق رأيت صديقتي سعاد وهي عائدة من المدرسة
لماذا لم يُسمح لي بالذهاب إلى المدرسة
ليتني كنت مثل سعاد
تنهدت ودخلت المنزل
وسمعت صديقة أمي السيدة وهي تخفف عن أمي وتقول
احمدي الله أنه لم يفضحك
فقد انجبتِ حنان بلا أب .
د / ظافرة القحطاني
التعليقات 1
1 pings
د. جمعان عبدالقادر الزهراني
2021-09-04 في 7:44 ص[3] رابط التعليق
قصة رائعة توفرت على جميع عناصر التميز من جودة الحبكة وروعة السرد وتوافر عنصر المفاجأة والتشويق.
الروائية الرائعة د. ظافرة تملك موهبة عالية في المجال الأدبي .
دعواتي لك بدوام التوفيق والنجاح