العرب أمة غيورة هكذا يقال ، والغيرة صفة ملازمة للعربي حتى قبل الإسلام بدليل ظاهرة وأد البنات التي كانت منتشرة في المجتمع العربي حتى جاء الإسلام ، وهي فطرة الأسوياء في كل الشعوب باختلاف العادات والأديان ‘ إلا أن العرب بالذات يرون أن المساس بما يثير الغيرة بالغ الخطورة ولا يرضيهم المساس به .
هذا الجانب النفسي المهم تغفله بعض النساء إما جهلا أو عنادا أو تجاوزا لقيم المجتمع ، وفي هذا الجانب بالذات ظهرت قصص للطلاق كثيرة تبين أن الرجل مهما كان متسامحا إلا أنه يشعر بالألم والغصة والغبن حين تستثار غيرته و تتباين ردود الأفعال ..أهونها الطلاق المر.
قصص على سبيل المثال امرأة متزوجة مهووسة بالخروج فلا يقر لها قرار ، وأخرى ايضا متزوجة و مهووسة بوسائل التواصل والعلاقات الغريبة من الرجال والنساء بمبرر وبدون مبرر ، وأمثلة كثيرة لم تراع الجانب النفسي لغيرة الرجل ولم تلق له بالأ ، وقصص أخرى من التعلق المشبوه والصور والمواقف المثيرة التي لا تراع أي احساس لدى الزوج بالغيرة .
المجتمع العربي في مجمله يمكن وصفه بمجتمع غيور ، وأكثر ما يستفز مشاعره ويجرح مكانته ويلطخ سمعته احساسه بالخيانة الزوجية ولأنه متعلق بالعواطف فهو أمر يشعل غضبه ولا يمكن التنبؤ بردات الفعل التي يمكن وصفها بالمتهورة في قصص كانت مؤلمة للغاية ، لهذا فالحرص على الجانب النفسي المتعلق بالغيرة مهم جدا لأنه يديم العلاقة الزوجية ويورث الاطمئنان والهدوء .
استطعن أكثر النساء عفافا وسترا وحشمة ومراعاة لحقوق الزوج خاصة الحقوق النفسية في هذا الجانب أن يحافظن على دوام أسرهن ويسهمن في بناء مجتمع أسري يسوده الاحترام والتقدير ، بينما اللاتي أهملن الجوانب النفسية للرجل وخاصة ما يثير حفيظته فلم تدم طويلا ، وكان الطلاق المتعلق بالغيرة هو نهاية المطاف ، ولكنه لم يكن تسريح بإحسان بقدر ما كان فراقا مراً مغلفا بالقهر وجروح سهام الغبن والقصص المأساوية.