اختلفت النظرة حول مفهوم الذكاء من التكوين الأحادي إلى التكوين الثنائي ثم التكوين المتعدد فيما يعرف بنظريات التكوين العقلي ، وهي النظريات التي حاولت إعطاء تفسيرات عملية منهجية ومنطقية للنشاط العقلي ولكن في عام ١٩٨٣ قدم جاردنر نظرية الذكاءات المتعددة التي ساهمت في إزالة العديد من الجوانب الغموض المحيطة بفهم ظواهر الذكاء والتفوق . وقد ساد في بعض اعتقاد العديد من العلماء ان الذكاء شي واحد هو ما يعرف بالذكاء العام ، بينما أسفرت أبحاث جاردنر أن الذكاء ليس قائم على قدرتين فقط بل عن ثمانية مجالات للذكاء وقد يزيد العدد في المستقبل .
وأنها جميعاً على نفس القدر من الأهمية ، كما أن كل الناس يمتلكون هذه الأنماط المختلفة من الذكاءات ولكن بدرجات نسبية متفاوته .
عرف جاردنر Gardner الذكاء بأنه قدرة أو إمكانية بيلوجية نفسية كافية لمعالجة المعلومات التي يمكن تنشيطها في بيئة ثقافية لحل المشكلات ، وهذا التعريف يوحي أن الذكاء عبارة عن إمكانات أو قدرات عصبية يتم تنشيطها أو لا يتم تنشيطها .. ( موسى ، ٢٠١٦ ، ٩ )
كما يمكننا أن نذكر أنواع الذكاءات المتعددة ونعرّفهم على أنهم :
١/ الذكاء اللغوي :
- القدرة على استخدام الكلمات و الألفاظ و المعاني المتسلسلة في مهارتي التحدث و الكتابة, ويتميز صاحب هذا الذكاء بطلاقة الحديث .
- القدرة على تعلم كلمات وألفاظ وتعابيرجديدة بكل سهولة ويكون قادراً على استخدام اللغة للتعبير، والتواصل، والإقناع، والتحفيزوطرح معلومات وأفكار . ومن هم : الشعراء والخطباء والمذيعين
٢/ الذكاء المنطقي / الرياضي
- القدرة على التعامل مع الرياضيات والمسائل المنطقية المعقدة، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يظهرون تفوقا في التعامل مع الأرقام وتفسير وتحليل وحل المشكلات . ومن هم :علماء الرياضيات والمهندسون
٣/ الذكاء الموسيقي
- قدرة الإنسان على التعامل مع الآلات الموسيقيَّة بمختلف أنواعها بمهارةٍ وبراعةٍ كبيرة،
- بقدرة الإنسان على حفظ النغمات والمقطوعات الموسيقيَّة وعزفها دون العودة إلى قراءة القوافي الموسيقيَّة .وهم :الموسيقيون والملحنون
٤/ الذكاء البصري / المكاني
- القدرة على الاستيعاب عن طريق الصور وتشكيلها، والقدرة على استيعاب العالم المرئي بدقة وإعادة تشكيله بصرياً ومكانياً في الذهن أو على الورق .وهم : المصممون والمعماريون .
٥/ الذكاء الحركي / الجسمي
- القدرة على استخدام الجسم استخداما ماهر للتعبير عن النفس أو اتجاة هدف محدد ، أو القدرة على تنمية المهارات البدنية الحركية ، ويستفيد الاذكياء في هذا النمط من الإنشطة والإلعاب الحركية ، والمهام اليدوية ، والتركيبات الحسية. وهم : الجراحون ولاعبو الكره وفنانو السرك .
٦/ الذكاء الإجتماعي
- القدرة البشرية الحصرية على التنقل والتفاوض في العلاقات الاجتماعية المعقدة والبيئات المختلفة بفعالية وهم : القادة والسياسيون.
٧/ الشخصي/ الذاتي
وهو القدرة على فهم الفرد لذاته من حيث نواحي القوة والضعف، والوعي بأمزجته الداخلية، ومقاصده ودوافعه، وفهمه وتقديره لذاته، والتحكم في أفكاره وعواطفه وهم : الفلاسفة والحكماء والكتّاب
٨/ الذكاء الطبيعي
- هو قدرة الفرد على التمييز بين الأشياء الطبيعية، جمادات ونباتات وحيوانات، وتصنيفها وفهم ملامحها وخصائصها. ومن هم : علماء الاحياء والمزارعون والصيادون .
( موسى ، ٢٠١٦ ، ٤٤-٥٩ )
وتكمن أهمية التدريس عن طريق الذكاءات المتعددة في النقط التالية :.
- نظرية الذكاءات المتعددة تساعد المعلمين على توسيع دائرة استراتيجياتهم التدريسية؛ ليصلوا لأكبر عدد من التلاميذ على اختلاف ذكاءاتهم.
- يسمح توظيف هذه النظرية بخلق بيئة تعليمية يمكن فيها لكل طالب أن يحقق ذاته ويتميز بالجوانب التي ينفرد بها.
- تقدم نظرية الذكاءات المتعدّدة نموذجاً للتعلم ليس له قواعد محددة، فيما عدا المتطلبات التي تفرضها المكونات المعرفية لكل ذكاء، فنظرية الذكاءات المتعدّدة تقترح حلولاً يمكن للمعلمين في ضوئها أن يصمموا مناهج جديدة، كما تمدنا بإطار يمكن للمعلمين من خلاله أن يتناولوا أي محتوى تعليمي ويقدموه بطرق مختلفة.
- تنويع طرق التدريس لمراعاة اختلاف المتعلمين يخفف من حدة التردد الطلابي تجاه البيئة المدرسية.
- يساعد توظيف نظرية الذكاءات المتعددة على تنشئة الطالب المفكر، وتدعم كثيراً تدريس مهارات التفكير.
- تطبيق هذه النظرية يساهم في تصنيف الطلاب وتحديد احتياجاتهم العلمية والنفسية.
نظرية هوارد جاردنر من النظريات المفيدة حيث أنها ساهمت في معرفة أساليب التعلم وأساليب التدريس الخاصة بالذكاء التعليمي، حيث ان هذه النظرية تساعد في كشف مواطن القوة والضعف عند كل من المعلم والمتعلم. والذكاء عند جاردنر مجموعة من المهارات، وهي التي تمكن الشخص من فهم متطلباته وحل مشكلاته، وكذلك يعتبر الذكاء مجموعة من القدرات التي تمكن الشخص من إنتاج المال من خلال استغلال مهاراته. مهارات التعليم تساعد في شرح طرق توصيل المعلومات حيث أن القدرة على إضافة معرفة جديدة للطفل أو للمتعلم الكبير من القدرات الرائعة، وللذكاء هذا ليس بُعد واحد فقط بل عدة أبعاد.
وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال عن نظرية الذكاءات المتعددة وأنواعها، خير ختام ان نلخص لكم ما قدمناه من معلومات حيث ذكرنا لكم انواع الذكاء وكيف يعمل كل نوع منه، وكيف تطورت نظرية هوارد جاردنر للذكاء .
إعداد الباحثة
منال عبدالعزيز شعلان القرني
متطلب من متطلبات المنهج ونظريات التعلم
إشراف أ.د. حمد بن عبدالله القميزي
ماجستير مناهج وطرق التدريس
جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز