عَبْرَ سنوات طِوال عشتُ في نعمة أُخُوة أبي شاكر، ومع التسليم بأن شهادتي فيه مجروحة لقوة الصلة التي بيني وبينه ، فإنني لا أجد مفراًّ من الاستجابة لقلبي الذي انفطر حُزنًا و روحي التي غرقت أسىً بفقده، لا أجد مفرًّا من الاستجابة لهما وخط بعضٍ مِمَّا يشعران به من حزنٍ ولوعةٍ على فراق هذا الحبيب، وقد حاولت ألَّا أكتب عنه جاعلًا فحزني عليه سرًّا بيني وبين ربي، ولكن قلبي عاتبني قائلا: كيف لا تكتب عمَّن صدق فيه قول القائل:
" إنْ صحبتُه زانك، وإن تخفَّفْتَ له صانك، وإن نزلت بك مؤونة مانك، وإن قلت صدَّق قولك، وإن صُلتَ شدَّد صَوْلَك"؟
قال لي قلبي: كيف لا تتناثر نبضات قلمك على من كان إذا مددت إليه يدك مدَّها، ومن إذا رأى منك حسنةً عدَّها، ومن إذا رأى منك ثُلمة سدَّها؟
قال لي قلبي: كيف تستحي أن يرى الناس عبراتك على رجل لم تأتك منه يوما البوائق، ولم تختلف عليك منه الطرائق، ولم يخذلك يوما عند الحقائق؟
ثم سكت القلب برهةً وهتفت الروح
وها أنا ذا أرضخ مختارًا لقلبي وروحي وأكتب عنك أخي ابا شاكر أكتب عنك يا من آخيته شابًّا طالباً للعلم فكنتَ نِعْمَ الأخ والصديق، ثم آخيتك في سنوات العمل فكنت نعم الرجل لإخوانه الحريص على الخير لهم قبل نفسه.
وقد كنت يا أخي – عليك رحمة الله ورضوانه – مُحَبَّبًا إلى كل من عَرِفْتَ ومن لم تعرف ،وكانوا أصحاب السرائر النقيَّة والفِطَرة السوية كانوا بمجرد رؤيتك يألفون صحبتك ويُحبُّون حديثك ويتمنَّوْن أُخُوَّتِك، وقديما قالوا: رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمُّك،
أخي الحبيب: أعلمُ أنه لا عِوَضَ لفَقْدِك ولا بديل لأُخوَّتِك، فالخَطْب في فقدك جَلَلٌ والمُصاب في فراقك فادحٌ، ولكنِّي لا أملك إلا أن أقول كما علمنا سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم: تدمعُ العينُ ويحزنُ القلبُ ولا نقول إلا ما يُرضي الرب...
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
غفر الله لك أخي وأسكنك فسيح جناته .
مشاعر يكتبها
أ. حسن غازي بن ثالبة
التعليقات 1
1 ping
ابوتركي
2023-11-14 في 5:20 م[3] رابط التعليق
رحم الله ابأ شاكر رحمة واسعة والهم اهله الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون