يكتبه: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
.
الحوار أعتبره من أرقَى وسائل التواصُل مع الآخرين، وهو فنٌّ من فنون الاتصال الهادف مع الغير، ولا يُحسِن هذا الفنَّ إلا أهلُ الحكمة والخبرة والثقافة العالية، وهو طريق لحل كثير من مشاكل الحياة.
ويُقصَد به النقاش الهادئ بطريقةٍ مباشرةٍ بين شخصين أو مجموعةٍ من الأشخاص الذين يختلفون في وجهات النظر أو التوجهات أو الآراء فيتبادلون أطراف الحديث بطريقة راقية،فيحترم فيها كلُّ طرفٍ الطرفَ الآخر دون التعصُّب لرأيه أو منهجه، فالحوار مهمٌّ في حياتنا جميعًا، فهو السبيل الوحيد للتواصُل والتفاهم بين الناس، وأهم وسائل التعارف والتآلُف بينهم، ومنهج من مناهج الدعوة والإصلاح في أي مجتمع من المجتمعات المتحضرة، ولا يمكن إطلاق مصطلح الحوار على النقاشات الحادَّة التي يسودها العنف ومواجهة الأفكار الأخرى بشدة وقساوة والتركيز على الصدِّ وعدم استقبال رأي الطرف الآخر، فهذا يؤدي إلى العداوة والبغضاء بين المتحاورين.
صن النفس واحملها على ما يزينهـا
تعش سالماً والقـول فيـك جميـل
ومع الأسف ما نشاهده اليوم على الكثير من القنوات الفضائية من صراخ وشجار (خذوهم بالصوت) في البرامج الحوارية المعروفة لا يمكن أن يرقى إلى مرتبة الحوار الهادف بل هو في حقيقته شجار لا يمت للحوار المثمر بأي صلة، وينبغي أن نترفع بأنفسنا عن مثل هذه الممارسات والصور غير الحضارية،وإن الذين يتكسبون من وراء المشاركة في مثل هذه البرامج الحوارية إنما يسيئون إلى أنفسهم وإلى من ينتمون إليها، ولا يمثلون طبقة المثقفين المتحضرين في إدارة الحوار المثمر الواعي، فلا بد أن يعاد النظر في مثل هذه النوعية من البرامج وفي كيفية تأهيل مقدميها للحوار الهادف البناء وأن نعيد النظر في قبولنا لها كمستمعين ومشاهدين لنبتعد عن الفوضى والصخب ونرتقي بأسلوبنا في الحوار حتى نتهيأ لقبول الرأي الآخر بكل أدب وإريحية.
*همسة*
حاول بنور الفكر أن تتجملا واجعل كلامك طيبا ومعسلا
الرأي يحتمل الصواب وضده لا تحسبن الرأي قولا منزلا
ناقش و حاور فالحوار ينيرنا واسمح لنور الشمس أن يتغلغلا
إن كنت لا تدري الحقيقة كلها حاول صديقي جاهدا أن تسألا
إن كان رأيك صائبا أو مخطئا فاشرب من الآراء حتى تثملا
لغة الحوار نوافذ مفتوحة يا صاحبي لا تبق عقلك مقفلا
التعليقات 2
2 pings
ايمن عطرجي
2024-01-01 في 5:52 م[3] رابط التعليق
ان تنصت للآخرين قمة الاحترام في الحوار وهذا خلق الكرام
RK
2024-01-01 في 5:59 م[3] رابط التعليق
مقال رائع يعطيك العافية أ. عبد الرحمن