حسين إسماعيل (أبو سجى) المشرف الفني بإدارة شئون المراكز الصحية بالقطاع الجنوبي رحل عن عالمنا تاركاً خلفه إرثاً كبيراً وقناديل مضيئة لا يطفئ وميضها في كافة أروقة المراكز الصحية عين في بداية مشواره العملي طبيباً في أحد المراكز الصحية التابعة لقطاع أحد المسارحة .
ومن ثم تمرس في مهنة الطب ونال رضا الناس واستحسان مرضاه بلطافة منهجه وبياض سريرته ونقاء ما إنطوت عليه جوارحه ولا نزكيه على الله.
كان رحمه الله نبراساً وعلماً في الإخلاص والجد والإجتهاد بشهادة جميع من عمل معه وتعمق في تفاصيل حياته العملية .
تعرض رحمه الله منذ سنوات طويلة لحادثٍ مأساوي فقد جميع أسرته راح ضحيته زوجته وأطفاله كان ذلك صدمة ضربت في قلوب جميع محبيه وزملائه .
ودخل معها طبيبنا الراحل في دوامة من الحزن والألم .
ومع ذلك لم تكسر عزيمته رغم المصاب الجلل الذي تعرض له في بداية حياته.
وقرر بعزيمةٍ لا تهزم البدء من البداية وبتشجيع زملائه الذين لم يتخلوا عنه في محنته ومصابه استطاع بفضل الله من بناء أسرة جديدة و الخروج من تلك الدوامة.
عين في عام ٢٠٠٨ م مشرفاً في إدارة شئون المراكز الصحية بقطاع أحد المسارحة والذي كان تحت إدارة الأستاذ/ حسين فقيهي والذي عمل معه لسنوات طويلة إستطاع من خلالها أن يضيف على مراكز القطاع لمساته وبصماته التي لاتمحى من ذاكرة جميع الكوادر والأطباء .
الذين عملوا معه في تلك الفترة وإستمر مشرفاً في قطاع الأحد إلى أن تم دمج القطاعين صامطة والأحد تحت مسمى إدارة شئون المراكز الصحية بالقطاع الجنوبي ليسطر مع كوكبة أخرى ومراكز جديدة الكثير من الانجازات التي ما زالت عالقة بأذهاننا جميع .
ولا ننسى أيضاً دوره البارز والكبير في جائحة كورونا عام ٢٠١٩-٢٠٢٠م وجهوده التي كانت دليل عمق حرصه على صحة المرضى من كافة شرائح المجتمع مواطنون و مقيمون عمل كالمقاتل الشرس في تلك الفترة مما أدى إلى إصابته بفايرس كورونا وإلتهابٍ رئوي حاد ليرقد على سرير العزل لأيامٍ طوال.
ولم تثنى عزيمته بعد تماثله للشفاء عاد لخوض غمار التحديات بالجائحة برفقة صديقه ورفيق دربه ومساعده الأول الدكتور عبدالعزيز طوهري واللذان عملا جنباً إلى جنب للتغلب على الجائحة و ما عقب ذلك من مصاعب كانت شغلهم الشاغل للوصول بالخدمات الصحية في هذا الظرف الصعب والوقت الحساس إلى بر الأمان.
وإستمر بعد ذلك مشرفاً فنياً للتجمع الصحي الجنوبي ومن ثم لإدارة شئون المراكز الصحية بالقطاع الجنوبي مرة أخرى .
و سطع نجمه منذ صدور تكليف الدكتور عبدالعزيز طوهري مديراً لشئون المراكز الصحية بالقطاع الجنوبي لتكن نقطة التحول العظيمة والتي بلغ صداها وتمحورت في نجاح معظم المراكز الصحية في إجتياز معايير المركز السعودي لإعتماد المنشأت الصحية (سباهي cbahi) والذي كان له و لمدير القطاع حينذاك الأثر البالغ والنصيب الأكبر فيما توصلت إليه المراكز في هذا المضمار الواسع بمساعدة الفريق المختص الذي أسسه وأشرف على إنشائه الدكتور عبدالعزيز طوهري وطبيبنا الراحل ، حتى باتت معظم قطاعات المنطقة تستعين بخبرات هذا الفريق للمساهمة في إجتياز الإعتماد.
وإستمر طبيبنا في العطاء إلى أن صدم الجميع بخبر رحيله عن دنيانا في يوم ٢ يوليو من عام ٢٠٢٢م
خبر نزل كالصاعقة على مسامع جميع محبيه الذين لمسوا فيه الأخ والأب والصديق.
ليشيعوا رمزاً من رموز الصحة العامة شائت الأقدار أن يوارى الثرى في مثواه الأخير مدينة أحد المسارحة رحم الله أبو سجى وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وذويه الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون.
.
كتبه/ عثمان أحمد مروعي
١٤٤٥/٢٠٢٣