بقلم: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
.
بعض البشر طبعه مقدر محشوم...
وبعض البشر عيب عليك احترامه
.
عندما كنا صغارا نتمنى أن نكبر لكن عندما كبرنا نتمنى أن نرجع صغارا لا هم ولا مسؤولية ولا ضغوطات الحياة كبرنا من كثر التفكير أصبح العقل أكبر منا
كبرنا وأصبحنا نبحث عن الراحة والطمأنينة والسكينة كبرنا وأصبحنا نرى الدنيا بنظرة الهدوء والسكينة كبرنا وأصبحنا نتحمل مسؤوليات غيرنا وأكبر منا برغم أمراضنا.
يا قلب لا تشره اذا الناس عافوك
لا تشتكي وتقول محدن بغاني
وش ترتجي منهم اذا هم تناسوك
وش ترتجي من كل قلب أناني
أغتالوا آمالك وبالحيل ذلوك
وتصرخ تبي ما فات يرجع ثواني
إذاً ما ذنب الحياة في مشكلاتنا وتعبنا وما حجمها في أرواحنا لنلقي اللوم عليها.. وهي كما خلقها الله عز وجل لا تسوى عند الله جناح بعوضة.. ونحن ندرك أن الحياة الآخرة هي مبتغى كل عاقل.
تبقى علينا أن نفهم طبيعتنا، ونسعى لاكتشاف حقيقة حياتنا الدنيا بجميع حواسنا وألا نزرعها في كوامننا،لنجعل لكل مرحلة في حياتنا خصوصيتها، وسماتها، وملامحها المناسبة، وكذلك متعتها المفروضة المقبولة، ونعرف أن لكل منّا حياة في الحياة، وشيئا من الرحيل.
فنحن نتحمل أشياء كبيرة، المتاعب والصعاب والعقبات فنكبر عقليا وننضج أكثر فكريا وأصبحت الأشياء التافهة لا تهمنا فقط تحتاج وقتا للتفكر بمسلك الهدوء حتى تصبح الأشياء الكبيرة بسيطة بمجرد أنك كبرت فجأة وإن كانت صعبة، لذلك نقول نحن أرواح كبرنا فجأة، الحياة علمتنا الكثير ولانرضى بمن يجرحنا في سن الكبر فلا نقول غير حسبي الله ونعم الوكيل على من خدعنا وزاد من ألمنا.
وأخيراً ماوجدت أجمل من كلمة "مشي" لأن فيها العديد من المترادفات في لغتنا، وتعطي نفس المعنى لكيفية التعامل وردات الفعل، فهي تحث على عدم التدقيق في كل صغيرة وكبيرة ومع كل موقف أو حديث يصلنا لكي تقوم الحياة بيننا، وتعد ميزة إيجابية في فن التعامل مع الآخرين والأحداث، وتحتاج منا إلى تدريب وتمرن وتعود، لكي تضبط ونتحكم في ردات أفعالنا والتعليق عليها وتصبح نمط حياة، مع القناعة والأيمان بأن التغافل من أهم أسباب النجاح والاحتفاظ بعلاقات سوية مع الأقارب والزملاء دون انقطاع، وتدخل كلمة «مشي» من باب التغافل والتغاضي والتسامح والعفو، وتتطلب منا المداومة على الصبر عليها وهونها تهون، فالدنيا ماشبة بنا أو بغيرنا فلن تغير شيء فيها غير سمّو أخلاقك الراقية، وأن لا تدقق في كل شيء منها، فالحياة مليئة بالإستفهامات.
كما لاننسى من تجاربنا في الحياة
ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فإنّ الناس مجبولون على الزلات والأخطاء، فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب غيره.
*همسة*
منهج كرامتنا على العز ما مات
نموت لاجل نصونها ما ارتخينا
من طيبنا نرقى بروس الطويلات
ولا ننشد اللي قال وش قال فينا
نسمع وندفن جمرها داخل الذات
نضحـك لها لو كان كبرت علينا
نواجه الصدمات باحساس الاموات
ونقول ما ندري لو انا درينا