كُتاب المقالات

الرسالة الأخيرة

-

مسكينة تلك الزهرة التي وضعها ذلك المجنون على الرف وأغلق عليها كل منفذ، وجعلها تنتظر عودته وذهب ولم يعد فاختنقت وجفت وماتت ، وهو ربما كانت في نيته العوده لكنه انشغل أو تشاغل وسرقه الوقت وهو يحاول أو لم يحاول العودة ، وربما كان واثقاً من أنها لن تخرج من ذلك المنفى الذي وضعها فيه لأنه هو وحده الذي يعرف كلمة المرور ، حتى جاء ذلك الغريب فقرر أن يقتحم سجنها ويخرجها منه ، فربما تعود إليها الروح وربما تحيا بلا روح فلم يعد في حياتها فرق ، ولما أوشك الفارس على الإقتراب منها أصيب بنوبة قلبية مفاجئة وانتهت حياته على الفور وأصبح نسياً منسيا بعد أن كان شيئاً جميلاً وحلماً رائعاً ، ياللحظ العاثر وخيبة الأمل .. وعادت زهرة إلى الرف تنتظر ذلك الموعد المهجور بلونها الشاحب وقلبها المكسور وتكتب رسالتها الأخيرة إلى سجّانها فكتبت إليه ؛ لعلك تعود ولا تجدني فدعني أكتب إليك رسالة وداع ؛ لقد كنت وهماً جميلاً أحببته من كل قلبي وعشت معه في أوهامي وأحلامي أجمل اللحظات وأتعس أيام عمري ، إني أقبع في هذا المكان وأسمعك تقول؛
أنا لاأستطيع أن أخلصك لأني نسيت كلمة المرور فتصرفي ! إني أفهمك وأقرأ أفكارك عن بعد ، إنك تقضي حياتك دون شعور ودون قلب تسهر و تنام ، تعيش حياتك بهدوء وترسم خطتك ببطء ،وسجينتك تموت ببطء ،وتطبخ افكارك على نار هادئة ، وهي في حالة طوارئ عاجلة .

✍️ بقلم
هيا الدوسري


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى