كُتاب المقالات

ذروة السنام وغاية الأنام

-

لكل شيء تمام ولكل تمام ذروة هي تتويج لعلوه ومقامه ومكانته وتمام شهر رمضان بلياليه العشر الأخيرة منه وذروة سنام هذا التمام هي ليلة القدر التي وصفها الله بأنها خير من ألف شهر في القيمة والمكانة والعبادة وهي هبة ومنحة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم كي يجتهدوا ويغتنموا منها نصيبهم ويزيدوا أعمالا صالحة في أعمارهم القصيرة مقارنة بمن سبقهم من الأمم المعمرة عمرا طويلا.

سعيد من حظي برمضان والأكثر سعادة منه من بلغ عشره الأخيرة وذو الحظ الكبير من أصاب ليلة القدر ووفقه الله لقيامها والعمل الصالح فيها ولكل مجتهد نصيب، ولن ينالها إلا من اجتهد لها وكانت حديث النفس كل ليلة يرجو كرما من ربه أن يوافقها ويغنم من بركتها وخيرها العظيم.

إن المتأمل في انقضاء الليالي والأوقات يجدها تمرَ سريعا وهكذا حياة الانسان وعمره ومن حكمة الله ورحمته أن أتاح لنا فرصا عظيمة ومواسم غنيمة فرمضان محطة لا يضاهيها محطة يتزود منها الانسان ما يشحذ همته ويقوي إيمانه فلنبادر باغتنام الفرص قولا وعملا ولنحرص على أوقاتنا واستغلالها فيما يعود علينا بالنفع في آخرتنا.

وهنا وقفة حمد لله يجب أن تكون منا كامنة وذائعة على أن بلغنا الله رمضان وأطال في اعمارنا لننهل من خيره وكرمه ونساله عزوجل أن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية عابدون لله لانشرك به شيئاً ونرجو أن يشملنا برحمته وعفوه كما نرجوه أن يعتق رقابنا ورقاب أباءنا وأمهاتنا فهذه غاية الأنام ان ندخل الجنة بسلام وأن نلتقي فيها بحب ووئام فاللهم أجب دعواتنا وحقق آمالنا فأنت الغني الجواد الكريم ونحن الفقراء إليك.

.
✒️ أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كاتب بصحيفة أخبار الوطن.


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى