كُتاب المقالات

عِشها كاملة… لا تُسرع الرحلة

بقلم - بشائر الشهراني

في زمنٍ يُقاس فيه النجاح بالوصول ننسى أحيانًا أن أجمل ما في الحياة هو الطريق نفسه. نُسرع الخُطى نُراوغ الحزن نختصر الفرح وكأننا في سباقٍ لا مجال فيه للتوقّف.
لكن الحقيقة الأهم… أن كل مرحلة في عمرنا خُلقت لسبب، وأن كل شعور يزورنا لا يأتي عبثًا.

لذا : لا تقفز فوق مشاعرك، لا تُسكِت صوت قلبك إذا بكى ولا تُجبر عينيك على الابتسام بينما الروح تنزف.
عِش الحزن حين يحضر، لا كإستسلام بل كإعتراف بأنك إنسان… وأنك تستحق أن تُعبّر أن تنكسر قليلًا أن تُعيد لملامحك حقيقتها قبل أن تُزيّنها من جديد.

فالشعور الذي ” لا يُسمّى ” يُقيم فيك كمرضٍ خفيّ يسرق من روحك سلامها ويتركها مجهدة دون أن تدري.
سَمِّ حزنك و امنح خوفك إسماً ولا تعبر على ألمك مرور الكرام.
فإنك لا تُشفى مما تُنكره ولا تتجاوز ما لا تعترف بوجوده.

كل شعورٍ تعيشه هو طريق نحو فهمك الأعمق لنفسك، نحو نضجك، نحو وعيك.

تتجاهل هذه المشاعر… كأنك تطفئ النور في غرفتك ثم تتعجب من العتمة.

وما الحياة إلا محطات… بعضها يُشبه الربيع وبعضها صحراء.

لسنا مطالبين أن نُزهر دائمًا بل أن نكون حقيقيين دائمًا.

لا تُجاهد القدر لا ترفع سيفك في وجه ما كتبه الله لك، فالله لا يُرتب حياتنا إلا بحكمة.

سلّم لقضائه تعالى وابدأ معركتك من الداخل: أن تتكيّف أن تُحارب بالرضا أن تؤمن أن كفاحك في حدود المكتوب لا يضيع أبدًا.

ما من لحظة عشتها بصدق إلا و سيُجازيك الله عليها بصدق.

كل دمعة نزلت في غفلة من الناس كل صبر مرّ كل رجاء خفيّ… له موعد مع تعويض الله عن كل شئ،

لا تستعجل الخير فقط خذه بيقين كأنك تراه في الأفق… يقترب.

فخذ وقتك لا تستعجل نُضجك لا تُجامل حزنك ولا تستعير مشاعر غيرك.
عشها كاملة… الحزن والفرح والخيبة والأمل والحنين والغضب والشوق…
كلها فصول من روايتك.

ومن يختصر الفصول لن يفهم الحكاية ولن يؤلف قصة نجاحه.

بقلم: بشائر الشهراني


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى