صيام يوم عاشوراء

بقلم - إبراهيم النعمي

الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهو عبادة عظيمة تُطهّر النفس، وتقرّب العبد من ربه. ونحن في هذه الأيام نستقبل مناسبة عظيمة من مواسم الطاعة، وهي صيام يوم عاشوراء، الذي فيه فضل وأجر كبير.

ومن رحمة الله بنا أن جعل لنا في أيام العام محطات إيمانية، تتجدّد فيها الروح وتسمو فيها النفوس، فبعد رمضان يأتي صيام الست من شوال، ثم موسم الحج، ويعقبه شهر الله المحرم، الذي يتضمن يوم عاشوراء المبارك.
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم، وقد استحبّ النبي ﷺ صيامه شكرًا لله تعالى؛ لأن الله أنجى فيه نبيّه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«أن النبي ﷺ لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يومًا – يعني عاشوراء – فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجّى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون، فصامه موسى شكرًا لله، فقال ﷺ: أنا أَوْلى بموسى منهم، فصامه وأمر بصيامه» [رواه البخاري].

صيام يوم عاشوراء مستحب، وله فضل عظيم؛ إذ يكفّر ذنوب سنةٍ كاملة كما ورد في الحديث الصحيح:
عن أبي قتادة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ سُئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال:
«أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» [رواه مسلم].

كما قال النبي ﷺ:
«أفضل الصيام بعد رمضان، صيام شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل» [رواه مسلم].

صيام تاسوعاء وعاشوراء
يُستحب أن يُصام يوم التاسع (تاسوعاء) مع العاشر (عاشوراء)، مخالفةً لليهود الذين كانوا يصومون العاشر فقط.
فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما:
«حين صام رسول الله ﷺ عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى، فقال ﷺ: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع» [رواه مسلم].

تحري النبي ﷺ لصيامه
كان النبي ﷺ يتحرّى صيام يوم عاشوراء ويعظّمه، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما:
«ما رأيت النبي ﷺ يتحرى صيام يوم يفضّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان» [رواه البخاري].

صيام يوم عاشوراء سُنّة نبوية عظيمة، فيها شكر لله على نصره لأنبيائه، وتكفير للذنوب، ومخالفة لأهل الكتاب. فلنحرص على اغتنام هذه الفرصة المباركة، ونسأل الله أن يكتب لنا الأجر والمغفرة، ويجعلنا من عباده المقبولين.