كُتاب المقالات

“والصلح خير “

بقلم - مرعي آل علي

من خلال تجربتي القانونية وجدت إن أغلب القضايا كان من الممكن حلها دون اقامة الدعوى ، خصوصاً تلك التي بين الاقارب وذوي الرحم ، يقول المحامي الدكتور يوسف الجبر: ‏في كثير من مواقف الصراع بين الورثة كان يمكن تجاوز مشهد الخلاف بكمية من الحلم والعفو والتعقل والاستقلال!
وهذا خيرٌ من انصرام العمر وتتابع الحياة في أجواء من الكراهية والترصّد والتخطيط للانتقام!
وينقل عن شارلوت برونتي انه يقول (إن الحياة تبدو لي أقصر من أن تُنفق في تنمية البغضاء وتسجيل الأخطاء).

عزيزي يجب ان تعلم بأنك لن تخرج من المحكمة كما دخلت،
‏خصوصاً إن دخلتها مع قريب أو صديق؛
‏لذا اجتهد ما استطعت ألا تدخلها مالم تُدفع لها دفعاً.

‏يقول تعالى:
‏{…وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وإِن تُحْسِنُوا وتَتَّقُوا فإِنَّ اللَّهَ كَانَ بما تعملون خَبِيرًا}.
‏الصلح على ترك بعض الحق، أفضل من التقاضي،،

وان اضطررت للتقاضي في المحكمة فان الواجب في حال خصومة الانسان مع قريب له إن لا تسبب تلك الخصومة قطع للرحم، فاذا لقيت من بينك وبينه خصومة بادر بالسلام واسأل عن احواله ،،،

واذا كان قريبا او ذو رحم لا تقطعه مهما كان ،،

وما بينكم في المحكمة اتركه للمحكمة ،،

يحدثونا كبار السن فيقولون كان الرجل الذي ليس لديه سيارة ولديه جلسة في المحكمة يذهب لحضورها مع خصمه الذي يملك سيارة !!

لذلك كانت نفوسهم طيبة وقلوبهم رحيمة ،،

” من جاءك بالصلح حبواً ، قابله بالقبول ركضاً ”

في اروقة الجامعة ذكر أحد الاساتذة عبارة بسيطة لكن لازالت عالقة في ذهني عن أهمية الصلح فقال:
“صلح سيء خير من قضية جيدة”

البعض يرفض الصلح لانه يكابر ويظن ان الصلح سيقلل من شخصيته متناسياً قوله تعالى “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ”

والبعض الاخر يظن انه بإقراره لخصمه أثناء الصلح سيؤدي ذلك إلى سوء استغلال
خصمه لذلك الإقرار كتقديم شكوى مستنداً على ذلك الإقرار
وهذا غير صحيح إذا جاء نظام الإثبات ليحمي المقر أثناء الصلح ،فجاءت المادة”٣٤”من الأدلة الإجرائية لنظام الإثبات بما نصه (لا يحتج بأي إقرار صدر أثناء إجراءات المصالحة والوساطة..)
لذلك تذكر أن نصف حق في يدك خير من حق كامل تركض وراءه في دهاليز المحاكم

وتذكر قوله تعالى (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)

بقلم
مرعي آل علي


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com