رسالة من جبال ثربان

بقلم - علياء العاجري الشهري
إلى كل من يهتم بخدمة الوطن والمواطن. إنصافوا جبال ثربان الشمالية مهد التاريخ والروح والهوية إنصفوها إعلامياً و إظهار جمالها و سيرة أهلها عبر الزمن فصمود جبالها شاهداً على أصالتها.
فإليكم رسالتي من جبال ثربان الشمالية:
يؤسفني – ومعي كثير من أهالي المنطقة – ما نلاحظه منذ سنوات من تغييب صوت جبال ثربان الشامخة، وتقديم السهول السفلى كممثل رسمي و وحيدا للمنطقة، في حين أن الجبال، بجغرافيتها وتاريخها، وعمقها الروحي والثقافي، هي الأصل وهي الامتداد الحقيقي لذاكرة المكان وسيرته.
لقد سكن أجدادنا جبال ثربان منذ أزمان طويلة، وكانت مهدًا للأمان، وموطنًا للرواية الشعبية، وفضاءً فريدًا من نوعه تحتفظ فيه الطبيعة بأسرارها.
وهي – كما تتناقلها الذاكرة الجمعية – موطنٌ الأرواح الصالحة، مكان تُحاط فيه الجبال بالهيبة، وتغتسل فيه الروح بطمأنينة لا توصف.
أما السهول السفلى، فقد استُوطنت في العقود الأخيرة فقط، نتيجة لانعدام الخدمات الأساسية، ولم تكن يومًا التعبير الصادق عن وجدان أهالي ثربان، بل اعتُبرت في الإرث الشعبي أرضًا هامشية، لا تحمل من البركة ما تحمله الجبال.
ومن المؤسف أن بعض المنصات الإعلامية والتمثيلات الإدارية باتت تنسب ثربان إلى تلك السهول، وتُقدّم أسماء ووجوه لا تحمل من هوية الجبل شيئًا، بل في بعض الأحيان، تُبرز أفرادًا قد يكونوا غير مقبولين اجتماعيًا ليتحدثوا باسم المكان ، مما يخلّ بصورة المكان وتاريخه، ويُشعر الكثير من أبناء الجبال بالتهميش المؤلم.
وهنا ملاحظة مهمة نضعها بين أيديكم بكل أمانة:
لاحظنا أن بعض هذه الشخصيات التي تُمنح مساحة الظهور والتمثيل، يتم دعمها من قِبل أطراف قد يكون لها أغراض غير نزيهة، فيكون الهدف من ذلك تشويه صورة ثربان وأهلها، سواء في الشكل أو في المضمون، وخلق انطباع سلبي عن ساكني ثربان أهل الكرم والشجاعة والطيب الذي يشهد به الآخرون فهذ لا يمثل الواقع ولا يعكس أخلاق المجتمع الأصيل في الجبال.
ونأمل من الأهالي عدم السماح باستغلال هذه الأسماء أو توظيفها في أي ظهور رسمي أو إعلامي، حفاظًا على صورة المجتمع، ومنعًا لأي إساءة مباشرة أو غير مباشرة فهناك جهات مختصة تحاسب كل من يسيء للمجتمعات .
الحقيقة الثابتة التي نؤمن بها وننقلها بكل احترام:
• أن جبال ثربان العليا تمثل الذاكرة الحقيقية للمنطقة، وهي التي تحمل إرث الأجداد وسيرة من سبقونا، وتحتفظ بهيبتها التاريخية والروحية.
• وأن السهول، ليست الواجهة التاريخية ولا الروحية لثربان.
إننا من منطلق المحبة الصادقة والانتماء العميق، نناشد الجهات المعنية بمراجعة السياسات الإعلامية والإدارية، بما يضمن تمثيلًا عادلًا ومتوازنًا لجميع مكونات المنطقة، وإعطاء جبال ثربان الشمالية حقها الطبيعي في التنمية والخدمات والظهور المشرف.
أخيراً:
ثقتنا كبيرة في عدالة القيادة، ونزاهة مؤسسات الدولة، وحرصها على ضمان الحقوق .
ختاماً:
هذه رسالة مني بروح المحبة والوفاء لوطني، وبثقة راسخة في عدالة ولاة الأمر وحرصهم على صون كرامة كل جزء من أرض المملكة، دون استثناء.
بقلم المخلصة لثربان :
علياء العاجري الشهري
من جبال ثربان الشمالية
شكرا نادي صوت الاعلام الرقمي
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.